نصوص أدبية

جودت العاني: الثالوث والزمان..

في رحاب الزمان(*)

ثلاثة، لا غير

في فلك هلامي

لا يُعَدُ هو الزمان

هذا الفضاء الهلامي

يحتضن (الثالثة)

من شروق الشمس

حتى الغروب

زمن عجيب..

لا حد في شكله

لا عقل يدركه

ويظل يسبح

في فضاء الكون

لا يغرب

ولا يشرق

في متاهاته

يمضي مع التكرار

في الزمن  المديد..

ترائت فيه أشياء

وقد تحجب

ولا تكتب

لا يملك البشري غير ثلاثة

أولاهما الماضي السحيق:

يراه الكائن البشري بعضاً

من تلاحين النهار..

تلاشت كالغبار..

ليس فيها غير احداث

تماهت في متاهات القفار..

لم تعد تجدي له نفعاً

وباتت في مطاوي

الذكريات الراحلات

الى الكهوف المظلمات..

ليس فيها قدراً يجدي

سوى قدر النثار..

وثانيهما مستقبل لم يعد ظاهراً

ولا حتى حضورا غائما

يسبح في غيم ولا يُلْمَسْ

فراغ هائم

في مستقبل الكون فراغ

فراغ لا يجاريه فضاء

والثالث حاضر، كالبرق

يومض كالشهب

قد يجعل الكائن يصغي لهفيف الريح

والأغصان في الفجر المعفر بالندى

والشمس تضفي الدفؤ في الزمهرير

ورحلة الصيف الرحيم

إنه الثالث محسوس وملموس

كضوء الفجر

وحسٌ في الظلام،

ثم يمسي سحباً تمضي

وتمضي صوب مأذنة الفنار..

وكما يراه،

نهاره برقاً يزول

الى الوراء الى الغبار..

يبقى الزمان هلامي الرؤى

لا شيء يبقى عند ناصية النهار..!!

***

د. جودت صالح

2 / 9 / 2024

....................

(*) من وحي فلسفة الزمان .

(*) الثالوث هو الماضي و (الحاضر) والمستقبل. 

 

في نصوص اليوم