نصوص أدبية

باقر صاحب: حيا موت

نعيش قليلاً

ونموت كثيراً

كفّة الموت تغوص عميقاً

في أرضِنا الموحلةِ بتناسلِ الجراح

فيما الحياة تتأرجحُ وطيئةً

(بخفةٍ لا تحتمل).

*

كوني مجنونةً يا حياتي

كي تقطعي علانيةً

سلاسلَ الآلام

وأنتِ تقهقهينَ منفوشةَ الشعر

في شوارعنا الكئيبة.

*

كنْ سافلاً يا شعري

كي نصفعَ بقوة

جهامةَ الحياة حيناً

ومزاحِها الثقيلِ أحياناً .

كنْ قوياً يا شعري

كي تزرقَ

بإبرِ كلماتٍ سمينةٍ

المؤخرةَ الهزيلةَ للحياة.

*

مُتْ يا ألمي هذه الليلة

لأنّني سأنعشُك

غداً صباحاً

بمقوياتِ كآبتي الطاعنة

في عمري الذليل.

*

ليس لدي سوى كلماتي

ولذلك سأعيش

غنياً بصورةٍ كوميدية

صافعةٍ يومياً

لتراجيديا الحياة .

*

كوني فقيرةً يا أيامي

كي أتمرنَ على ملاعبةِ وحشتي الضخمة

في قبري المفتوح

في أيّةِ لحظة .

*

لا أكنُّ للحياة سوى البغضاء

لأنها لم تعترفْ بواحدٍ مثلي

يزنُها شعراً كل يوم

وهي غير آبهةٍ أبداً .

*

لا أفيقُ صباحاً

طوالَ عمري

من لكماتِ الحياة الليلية

أنا بانتظارِ

الضربةِ القاضية.

*

الحياة

امرأة جميلة

كسَّرت أسنان أيامي

باغيةً

خلعَ وجهِ أملي البائس

لماذا

الموتُ حنون

والحياةُ  بترٌ دائمٌ

لأذرعِ الحبِّ

منذ بدءِ الخليقة؟!.

***

باقر صاحب - أديب وناقد عراقي

 

في نصوص اليوم