نصوص أدبية
عبد الناصر عليوي: رتق النعال
الــشعرُ رمــزٌ وفــي التبيانِ إفصاحُ
والأمــرُ صــعبٌ إذا مــا غابَ لمّاحُ
*
نــبكي عــلى القدسِ والآلامُ تعصرُنا
والــهــمُّ يــســكنُنا والــخوفُ يــجتاحُ
*
نــبكي جــراحاً بــلا دمــعٍ ولا وجلٍ
والــجرحُ صــعبٌ وما يحتاجُ جرّاحُ
*
نــشكو الجراحَ لمن قد كانَ يجرحُها
وهــل يــداوي جــراحَ الــقلبِ سفّاحُ
*
والرّعبُ يكبرُ في الأطفالِ من صغرٍ
فــي الــليلِ يــسكنُهم غــولٌ وأشــباحُ
*
يــأتــيهم الــخوفُ كــالغربانِ داهــمةً
مــن والــجِ الــليلِ لا يــأتيهِ إصْــبَاحُ
*
هــذي الــعروبةُ مــاتتْ دونــما أملٌ
لـــن يــضــرمَ الــنارَ نــفاخٌ وقــدّاحُ
*
بــاعوا ضــمائرَهم لــلغدر وانتفضوا
مــثلَ الشياطينِ قد غصّت بها السّاحُ
*
بــاعوا الــعروبَةَ فــي سرٍّ وفي علنٍ
لــكيْ تــقومَ عــلى الأنــقاضِ أفراحُ
*
أيــن الــعروبةُ بــل أيــن الــحليمُ بهم
قــد حــلَّ فــي الــقومِ أحزانٌ وأتراحُ
*
مــثلَ الــنعامةِ تــخفي الــرأسَ خائفةً
مــاذا عــن الــرأسِ لو جاءته أرْيَاحُ
*
تــخــبئُ الــرأسَ والأشــلاءُ بــارزةٌ
وراحَ يــنهشُ فــي الأشــلاءِ تمساحُ
*
قــالوا الــتماسيحُ صعبٌ أنْ نحاربَها
هــــيّــا نــصــالحها لــعــلّ نــرتــاحُ
*
شــاهــتْ وجــوهُهمُ مــاعادَ يــنفعُهمْ
إنْ نـــامَ شــانــئُهمْ أو قـــامَ مـــدّاحُ
*
هــذي مــراكبُنا فــي الــبحرِ هــائمةً
وخـــانَ فــي الــقومِ ســفّانٌ ومــلّاحُ
*
ونــحن نــغرق فــي صمتٍ ولا أملاً
ولا يُــشَــكُّ بـــأنَّ الــجــمعَ ســبَّــاحُ
*
ضــاع الكماةُ إذا الأنذالُ ما ارتفعتْ
والــنــذلُ يــرفعُه فــي الــقومِ نــباحُ
*
لا تــأملِ الــخير من قيحٍ ومن جربِ
مــا عــاد فــي الــقومِ أفــذاذٌ واقحاحُ
*
إنّ الــنــعالَ إذا طــالَ الــزمانُ بــها
مـــا عــاد يــنفعها رتــقٌ وإصــلاحُ
***
عبد الناصر عليوي العبيدي