نصوص أدبية

علي محمد اليوسف: ضياع في عتمة النهار

تجرأتِ،

نثرتِ ظفائرَ شَعركِ على هواها تَلعب

تجرأتِ ، أطلقتِ خَيالاتكِ البريئةِ الطفليةِ

في الفضاءِ الممتدِ صهيلاً اعزلا

خاضتْ قدماكِ الحافيتانِ

أمواجَ مياهٍ صافنة

تداعبُ انسامَ الحياة

تلهو وتعبث

تركتِ على رمال هاجعة

آثارَ اقدامٍ زائلة

آمالا بعيدةً حالمة

فوقها زهرةُ قرنفلٍ بيضاءَ طافية

منسيةٍ ذابلة

حياءُ وجهكِ تهمتهُ … !! انهُ الحياة

جريمتكِ … انَ زواجكِ عن ميعادهِ تأخر

الرجلُ البدينُ

الرجلُ في الستينِ

يرغبكِ الآنَ أَصغر

ليس لكِ ان تُداعبي رَغبة حنان

أنْ تُمسّدي بيديك الناعمتينِ

خضرةَ ارضٍ

أو ينبوعَ ماء

كَتبوا عليكِ :

أنْ تَحفري أخاديدَ الزمنِ المالح

على وجهكِ المسكونِ بالبراءةِ

المقتولِ بالجمالِ ألطفليِّ الذاوي

كتبوا عليك :

أن تَدقيَ آهات الجزعِ التائه

في الجسدِ المصلوبِ خريفاً

المستباحِ شتاءً

النازفِ ربيعاً

المقتولِ في كلِ آنْ

بلا ألمٍ

بلا شكوى

بلا آه

فلكِ عادةُ الصمتِ

وسرابُ الفرحِ المقطوعِ اللسان

لا تَذكري حزناً يبكيكِ

ولا ألماً يشقيكِ

عودي أليَّ كما كنتِ

طفلةً من بين الاعمارِ

فرحاً ربيعياً من بين الازهارِ

احلمي بالغضبِ الممنوعِ حياةً

ملؤها فرحٌ … عَبيرها أزهار

لن تكوني وحيدةً على وسادةِ الزمنِ المكلوم

لا تدعي قلبكِ الجريحِ بالدمِ المقتولِ يسأم

حاولي دفنَ التوجعِ المزمنِ

في أعماقِ الأملِ العنيد

في أخاديدِ النسيانِ المتوهجِ نوراً في الوريد

أميرتي …

نحنُ في زمنٍ خؤون

تقتلنا الذكرى الأليمةَ فيه أبدا

ويفنى بلحظةٍ فيه قدرُ الإنسان

فلا تجري بلا قرار

فلا تجري بلا قرار

***

علي محمد اليوسف

في نصوص اليوم