نصوص أدبية

يحيى السماوي: قصيدتان خديجتان

(1)  الـقـصـيـدة ومـلـهـمـتـهـا

وإذا الـقـصـيـدةُ أنـشــبَــتْ أوتـادَهـا (*)

ألــفــيـتَ كـلَّ تـوسُّــلٍ لا يــنــفـعُ

*

هـيَ ما تـشـاءُ ولـيـسَ أنـتَ فأمْـرُها

إنْ لم تُـطِعْـهُ تَضِـعْ ولا مَـنْ يـشـفـعُ

***

كـالـحُـلـمِ تـأتـيـنـي بـلا وعـدٍ..

تـدقُّ عـلـيَّ أبـوابـًـا مُـغَـلَّـقـةً ..

فـأفـتـحُـهـا

عـلـى أمـلِ اصـطـيـادِ غـزالـةِ الـرؤيـا

فـتُـشـغِـلـنـي الـقـصـيـدةْ

*

عـنـي ومَـنْ حـولـي

تُـريـنـي بـعـضَـهـا وتـفـرُّ..

أركـضُ خـلـفـهـا مُـتـأبِّـطـًـا قـلـمـي..

فـتـهـربُ..

ثـمَّ تـفـجـؤنـي

تُـطِـلُّ عـلـيَّ فـي الـمـقـهـى

فـأنـسـى قـهـوتـي والـمـاءَ

أنـسـى مـا أتـيـتُ لأجـلـهِ فـي الـسـوقِ

أنـسـى مـوعـدًا حـدَّدْتُـهُ فـي مـطـعـمِ " الـبـارون " (**)

تُـنـسـيـنـي الـدواءَ ومـوعـدي الـطـبـيَّ

أبـقـى حـائِـرًا

فـأنـا الـمُـطـارِدُ والـطـريـدةْ

*

كـالـوعـدِ تـأتـيـنـي الـمـلاكُ الـسـومـريَّـةُ..

تـوقِـظُ الأقـمـارَ فـي لـيـلـي

وتـجـعـلُ يـقـظـتـي حُـلُـمًـا

وتُـدنـي مـن وسـادتـيَ الـنـعـاسَ

لأسـتـفـيـقَ عـلـى شـجِـيِّ هـديـلِـهـا

طِـفـلاً ..  فـتـىً ..

شـيـخًـا  تـصَـوَّفَ ذاتَ فـيـضٍ

فـاصـطـفـى يـنـبـوعَـهـا الـصـافـي مُـريـدَهْ

*

مـا بـيـن خـوفـي مـن فـرارِ غـزالـةِ الـرؤيـا

وركـضـي فـي بـراري الأبـجـديَّـةِ ..

بـيـنَ نـفـسـي والـقـصـيـدةْ:

*

نـفـسُ الـذي بـيـنَ الـوَلـودَةِ

والـوليـدةْ :

*

طَـلْـقٌ  ولـكـنْ صـامـتٌ..

وتـوسُّـلٌ ..

فـالـشـعـرُ كُـرسـيُّ اعـتـرافـي..

كـاهِـنـي..

صـوتـي..

وشـاهِـديَ الـوحـيـدُ عـلـى جـريـمـتـيَ الـوحـيـدةْ

*

حـيـن اتـخـذتُ الـعـشـقَ دِيـنـًـا

واقـتـدَيـتُ بـ " آدمَ " الـمـطـرودِ مـن فـردوسِـهِ

فـأنـا قـتـيـلـي..

والـلـهـيـبُ أنـا..

وأحـطـابـي أنـا..

وأنـا الـرمـادُ الـمـسـتـجـيـرُ

ولـيـس عـصـرَ الـمُـعـجِـزاتِ الـعـصـرُ..

مَـنْ ســيُـعِـيـدُ أحـطـابـي غـصـونـًا مـرةً أخـرى

ويُـرجِـعُ لـيْ طـريـفَ الأمـسِ

والـحُـلـمَ الـمـؤجّـلَ مـنـذُ آخـرِ فـيَـضّـانٍ

فـي الـفـراديـسِ الـسـعـيـدةْ؟

*

والـشـعـرُ مـقـبـرتـي الـتـي واريـتُ فـي سِـردابِـهـا

جـثـمـانَ أحـلامـي الـشـهـيـدةْ

*

وأنـا سـأدفـنـنـي غـدًا فـيـهـا

لأغـدوَ لِـلـتـي مَـدَّتْ يـراعـي بـالـمـدادِ

وصـحـنَ طـيـشـي بـالـرغـيـفِ:

مَـزارَ خـطـوتِـهـا الـوئـيـدةْ

***

يحيى السماوي

السماوة في 23/6/2024

.....................

(*) تناص جزئي مع قول الشاعر أبي ذؤيب الهذلي:

وإذا المنية أنشبت أظفارها

ألفيت كل تميمة لا تنفع

(**)(**) مطعم البارون: مطعم حديث في السماوة.

.........................

(2) نُـطـفـةً كـنـتُ ووهـمـا

نُـطـفـةً كـنـتُ بِـرَحْـمِ الـعـشـقِ

لا مـعـنـى لـمـعـنـايَ

وكـانَ الـقـلـبُ أعـمـى

*

فَـكَـسَـتـنـي ربَّـةُ الـعـشـاقِ إيـنـانـا هـديـلاً

وتـسـابـيـحَ ولـثـمـا

*

فـإذا الـنـطـفـةُ تـغـدو مُـضـغـةً

ثـمَّ اسـتـوتْ عـظـمـًا وشـحـمـا

*

حـيـن قـالـتْ:

كُـنْ فـتـايَ الـفـردَ فـي خِـدرِي

ونـاطـورَ بـسـاتـيـنـي

ومـفـتـاحـًا لِـقـفـلِ اللا يُـسـمّـى

*

وبـشـيـرًا بـتـعـالـيـمـي الـى " أوروكَ "

عـن عـهـدٍ جـديـدٍ

يـسـتـوي فـيـهِ الـضـحـى والـلـيـلُ

إنْ شـمـسـًا ونـجـمـا

*

جـعـلـتْ حـربـي مـع الـعـالـمِ:

سِـلـمـا

*

وحَـصـايَ:

الـدُّرَّ والـيـاقـوتَ والـتـبـرَ

ودرِّي ـ كـانَ ـ والـيـاقـوتُ فَـحْـمـا

*

ومُـغـنِّـيـهـا الـذي كـان الـصَّـمـوتَ الأبـكـمَ

الـعَـيَّ الأصَـمّـا

*

نـطـفــةً كـنـتُ

ووهـمـا

*

قـوسُـهـا صَـيَّـرَ مـن صـخـرِ مـفـازاتـيَ ظـبـيـًا

ومـن الأضـلاعِ سَـهـمـا

*

حـاسِـرًا عـن شَـبَـقِ الـمـحـراثِ لـلـتـنـورِ

والـمِـرودِ لـلـمـكـحـلـةِ الـمـائـيَّـةِ الـكُـحـلِ:

دخـلـتُ الـخِـدرَ ـ أو شُـبِّـهَ لـيْ ـ أبـصـرتُ فـي هـودجـهـا

الـبـدرَ الأتَـمَّـا

*

فـتـوضَّـأتُ

وصـلَّـيـتُ صـلاةً

لـم أكـنْ صـلـيـتـهـا قـبـلَ دخـولـي

جـنّـةَ الـصـوفـيَّـةِ الـلـذاتِ يـومـا

*

جـزتُ سـبـعـيـنَ وخـمـسـًـا مـن صـحـارى وبـحـارٍ

وسـهـوبٍ وجـبـالٍ ..

شـاخَ ثـوبـي

غـيـر أنـي مـا أزالُ الـغـضَّ روحـَـا وتـبـاريـحَ

وأشـواقًـا وحُـلـمـا!

***

السماوة في 24/6/2024

 

في نصوص اليوم