نصوص أدبية

صالح البياتي: قايين الجديد

يتفاخرُ أبداً

بقبيلتهِ

بماضيه الغابر

وبجريمتهِ

بما فعلَ بالأمسِ

بأخيهِ

وما يفعلُ اليومَ

ذبحاً بضحاياه

لم يعرْ أبداً

أذناً صاغيةً

لكلامٍ منطوقٍ بلسانٍ

همساً

أو ينصتُ

لأصواتٍ خافتةٍ

خائفةٍ  خرساء

أو يرتعبُ

لصراخٍ وصخبٍ هائجٍ

يصمُ الآذانَ

*

لكنَّ غِرْباناً

ليست سوداء

كأخيها الغراب الأول*

الذي شهدَ قديماً

جريمةَ قايين الأولى

أرسلت على عجلٍ

فرأتْ في ديجورِ الظلمةِ

بعدساتٍ ضوئيةٍ

فضائع قايين بغزة

*

شَهدتْ.. رَأتْ.. إلتقطتْ صوراً:

لكلِ ما تساقطَ من فوقٍ

لم يكنْ ما ينزل ُ من السماءُ

مَنَّاً أو سَلوى

بل كانتْ

أحزمةً ناريةً

وقنابلَ فسفوريةً

*

لا عجباً أن نقرأ

في القصصِ الغابرةِ عن:

إخوةِ يوسف

كانوا من قبل دهاة

بزوا أساطين كذبة اليوم

وخداع وسائل الإعلام

قالو فكذبوا

وكذبوا وقالوا

وصدق الذئبُ القولَ

ولم يتكلمْ

**

يتضورُ المسكين جوعاً

حتى الموت

ولكن يأنفُ ان يأكلَ

لحمَ أخيه

**

أضلونا كذباً

وقالوا شريعة غاب

نسبوها لحيوانٍ أبكم

ذي مخلبٍ ونابٍ

وتناسوا موتاً

يتفشى بين الناسِ

زؤاماً  أسود

**

إنتزعَ الصيادُ

نابين عاجيين

لفيلٍ مسكينٍ ميتٍ

في غابة حيوانٍ

فمن يجرأ اليوم أن ينتزعَ

في شريعة غاب بشرية

أنيابَ قايين الذرية

التي لا تبقي ولا تذر

على الأرض الخربة

بشراً ..  شجراً.. أو حجراً

**

العالمُ يرتجفُ اليوم

أن يُقدِم قايين الجديد

في سورة غضب آخرى

فيقتل حواء

حتى لا تلد الأم

أخاً أصغر.

***

صالح البياتي

.........................

* في عالم المايا يتحرك الواقع ببطء على سطح سراب ..

 

في نصوص اليوم