نصوص أدبية
شوقي مسلماني: أنا سمكة وأنت حوت
ـ ملامح، شقائق، خواطر وأجنحة ـ
من يخشى على الحَمَل
لا يكون إلى مائدة ذئب.
*
ما الشأن أن تسبرَ غورَ عتمة
ولا تخرج شمسٌ ولا حتى شمعة؟.
*
الفضيلة
أقصى ملجأ الجهل
والرذيلة
أيضاً
إنتحار علني.
*
جناحُ مآلٍ أخير
مخالب، أنياب كثيرة*
وخطوات طفلة.
*
الحياة
بمقاسِ ما الموت
يسمح.
*
كلُّ جهة
ولا جهة؟.
*
مرّات
تقول وتضحك
مرّات
صخرة
ومرّات
قلب حبق.
*
ريح
تصيبُها صدفة وصدفة
وصدفة.
*
القصد
أن تسمع عيناه أيضاً
القصد
أن ترى أذناه أيضاً
الإصغاءُ جذور
والفكرُ زهور.
*
"العصيان
كثيراً هو صوتُ الذين
لا صوت لهم".
*
أنا آكلُ ـ أنا حي
مثل أنا أفكّر ـ أنا حي؟.
*
رجل دين
علمتُ منه كيف خُلِق الهرّ*
قال: أعربتِ الكائنات
وهي في سفينة نوح
فراراً إلى الحياة
لنبيِّ الله نوح
عن خوفِها الشديد
أن يقرضَ الجرذُ حبالَ السفينة
فأمرَ الله نوحاً أن يضرب بيدِه "خيشوم" الأسد
ولمّا فعلَ
عطسَ الأسدُ وخرجَ القِطُّ
من رأسِه.
*
رجل دين آخر
سمعتُه في برنامج تلفزيوني
يقول إنّ الإمام كرّم الله وجهه
كان برفقته الصحابي الجليل
في وادي النمل ـ
وأين هو وادي النمل، يا فضيلتك؟
لم يذكر ـ
كان النمل في الوادي بالمليارات
قال الصحابي ناظراً بعجب: يا سبحان محصيها
قال له الإمام ـ
وشخصيّاً لا أدري من أين تأتي مثل هذه الأخبار ـ
لا، لا تقل سبحان محصيها
قلْ جلّ أو سبحان باريها
والذي نفسي بيده إنّي أعلمُ عددَها
وأعلمُ عدد ذَكَرِها من أنثاها
ويقول له المحاوِر:
وماذا يفيد أن نعلم عددَ النمل في وادي النمل
وعدد ذكرِها من أنثاها
ولو كان النبأ صحيحاً: لماذا لم يعلم
وهو عِلمُ اللهِ عزَّ وجلَّ وحده
أنّ ابن ملجم آتٍ بسيفِه المسموم ليقتله؟.
*
لا بدَّ من موسيقى
لكي تنجبرَ العظام.
*
الأنبياء
سيقولون أنّه حرّ
والصغار
سيقولون أنّه كافر.
*
كلُّ طريق:
المُنير، الصخريّ
المهجور، القريب، البعيد*
وبيتُ القصيد
مُغلَق.
*
مع الفجر
مع النسائم
مع زيتونة تُصِرّ
مع أسراب طيور إلى أُلفتِها
وهو إلى غربته.
*
العاصفة
من كلِّ اتّجاه
بالأوراق، بالرمل
بالسمك.
*
الأجواء تُستباح ـ
أناس كثر يتدافعون.
*
الهجرة
مورد مالي
لا بقرة للذبح.
*
في
ذهابِ وإيابِ
خيبةِ صدفة.
*
الميْت أم الحيّ
هو الذي نجا؟!.
*
لا إنفجار
إلاّ من ضغط.
*
الأسف
هو هذا الأسف.
*
السياسة الإقتصاديّة
وليس النظام الإقتصاديّ؟
أنت نمله وأنا فيل
فماذا تعمل؟
وأنا سمكة وأنت حوت
فماذا أعمل؟.
*
زمانُ
عبادةِ العجل
الذهبي
أيضاً.
*
"فرسانُ الهيكل
من القرون البائدة
كانوا ـ عسكريّاً ـ
نوعاً من أعلى
صنوفِ الكلابِ
الشرسة".
*
فالمسألة
هي في أوطان
والمواطن
يريد فيها كرامة
بالمساواة
في الحقوق والواجبات
إسمحْ لي وأنتَ صديقي
أن أختلف معك
إذا الوطن يضيق*
أنا معك بعزّةِ نفسِك
ولكن أن تكون مخاصِماً
لفكرة الدولة المدنيّة، العلمانيّة
والمجرَّبة كنظام حكم
في كثير من بلدان العالم
بإيجابيّة
ولو بأشكال دنيا
فإسمحْ أن لا أوافقك
ليست المسألة شخصيّة
بل المسألة مستقبل وأجيال مقبلة
حقّها أن تعيش عزيزة، حرّة، كريمة.
*
والناس
وحدهم قائد مخلّص.
***
شوقي مسلماني