نصوص أدبية
جورج عازار: طُوبى
طُوبى لكُلِّ الأشْجارِ
رُغمَ أنْفِ الحَطَّابِ
طُوبى لمن أعطى ويعطي
من غير أن يطمعَ
في الشُّكرِ أو الثَّناءِ
طُوبى لمن ارتضى
أن يكونَ حَطباً يُدفئُ
النُّفوسَ والأرواح
حتَّى وإن حَزَّت مناشيرُهُم
جذوعَها أبداً لا تموتُ
أبداً لا تَفنى
تُرمى بأحجارٍ فتُلقي لَهُم
بأطايبِ الثِّمارِ
طُوبى لوطني
وطُوبى لأَرضي
رُغمَ جَبروتِ الحَطَّابِ
طُوبَى للسَّنابلِ اليانعاتِ
بخِفةٍ تتمايل غير هَيَّابةٍ
جنونَ الزَّوابعِ والإِعصارِ
طُوبى لِسيفِ جَدي الُمعلَّقِ
فوق الجدارِ
وطُوبى للكُوفيةِ والعِقالِ
طُوبى لعينيِّ أُمِّي المَغرَورقتينِ
بقَداسةِ الدَّمعِ
ولمنديلِها المُضَمَّخِ
بعطرِ الرَّيحانِ
طُوبى لساعدي أبي
المعرَّقتينِ
بملوحةِ الكَدحِ ومرارةِ الأيَّام
طُوبى لبيتي العَتيقِ
شامِخاً كالطَّودِ
مُنتظراً وجوهَ الأَحبابِ
مِثلَ وشمٍ في الرُّوحِ
عصيُّ الاقتلاعِ
يشيخُ ولا يموتُ
مثل خَمرةٍ من كُرومِ
سُفُوحِ الجِّبالِ
مثل غيمةٍ حُبلى بأريجِ المَطرِ
مثل ترانيمٍ قُدسيةٍ
في امتداداتِ المَدى
مثل بوحِ السَّنابلِ
للنسائمِ العابرةِ
ومثل حبَّات الرُّمانِ
الناضجة في حديقتِنا
تنتظرُ مناقيرَ العَصافيرِ
مهما كَبِرتُ وأكبرُ
يبقى في شِغافِ الفؤادِ
ذلك التَّوقُ إلى رجعِ الصَدى
المنبعثِ من بَوَّاباتِ السَّماءِ
***
جورج عازار
ستوكهولم السويد