نصوص أدبية

جورج عازار: ملكَ الموتِ، ما عادتْ تَخشاكَ الرَّعيةُ

نيرانٌ تسبحُ في اليَمِّ

وحيتانٌ تلتهمُ نَجمةَ الصُّبحِ

والبلابِلُ على قارِعةِ الطَّريقِ

تتسوَّلُ...

*

حُلكةُ الدُّخانِ

تغتالُ ابنةَ الشَّمسِ

وحافيةُ القدمينِ

بين مفارقِ النِّهاياتِ

تُلَملِمُ أشلاءَ الصَّمتِ

*

كُلُّ الضمائرِ أصابَها الصَّمَمُ

والحقُّ صارَ أبكمَ

وعيونُ الضَّوءِ مَسمولَةٌ

*

ترانيمُ الصِّغارِ

فوقَ أجسادِ الغَيمِ

صخبٌ وضجيجٌ

وفي مَهبِّ الرِّيحِ إعصارٌ

*

طَعناتُ الحِرابِ

ما عادتْ تُؤلِمُني

لا تبحثوا بعد اليومِ عَنِّي

فأنا لَستُ هُنا؛ وإنْ كُنتُ

غَلَبَني الرُّقادُ

بينَ أكفانِ اليَمامِ

فما عُدتُ أعلَمُ

إنْ كانَ ذاكَ نحيباً

أم وشوشاتِ الهَديلِ

*

هطلتْ أجنحةُ الشَّمعِ

وتاهَ فوقَ جبهةِ الفَجرِ

عُبوسُ الجَّليدِ

*

نعيقُ غربانٍ

والنُّسورُ تَحومُ

والمِلحُ فوقَ الوجنتينِ

يَخُطُّ ودياناً

وفي القاعِ يئنُّ

*

عَلَقٌ يَمتَصُّ

بقايا ذاكرتي

وظمأُ الأرضِ

ترويهِ الدِّماءُ

وبذورُ الحِقدِ

على مَهلٍ فيها تنضُجُ

*

مُحنيةً رُؤوسَها

تتلو السَّنابلُ

صلواتِها الأخيرةَ

خاشعةً صاغرةً

تُقدِّمُ أعناقَها

إلى المناجِل الغادرةِ

قُرباناً في طقوسِ التَّضحيةِ

رؤوسٌ من غيرِ رؤوسٍ

صامتةٌ غاضبةٌ ضاحكةٌ

في الحَدائقِ مُعلَّقةٌ

*

أبا مُرَّةَ، متى تُنهي

جولتَكَ الأخيرةَ؟

ملكَ المَوتِ،

ما عادتْ تَخشاكَ الرَّعيةُ

فقد صارَ المُرادُ والأُمنيةُ

هو المَنيَّةَ...

***

بقلمي: جورج مسعود عازار

ستوكهولم - السويد

 

في نصوص اليوم