نصوص أدبية
جاسم الخالدي: من يحمل الظمآن للغدران؟
مازلتُ منتظرًا على نيرانِ
أنْ يطلع البدرُ على الأكوانِ
*
أن تلتقي عيني وعينك برهةً
مثل احتضانِ الطيرِ للاغصانِ
*
كلّي إليكِ مشاعرٌ جياشةٌ
مَنْ يحملُ الظمآنَ للغدرانِ
*
أتنامُ عينٌ وهي تدري أنّها
يومًا ستبكي فرقةَ الخلانِ
*
وتعودُ تنظرُ في الوجوهِ طريدةً
لا شيءَ يؤنسها عن الهجرانِ
*
شغفتْ فؤادي وهي بدءُ ربيعِها
وأنا الخريفُ يدبُّ في بستاني
*
قالت تخاطبني بصوتٍ ناعمٍ
أهواكَ رغم الشيبِ والفقدانِ
*
قل لي متى ألقيتَ فيَّ محبةً
وغدوتَ محترقًا بلا نيرانِ
*
ارجوكَ لا تجعلْ فؤادي دميةً
فانا ابنةُ العشرينَ، غضُ بناني
*
وعرفتُ انَّ الحبَّ نعمةُ خالقٍ
جعل الجمالَ مموسقَ الألحانِ
*
واتيتَ لا أدريك كيف أتيتني
وطرقتَ بابي بعد طولِ رهانِ
*
قلقي سيُفضي بيْ الى الخذلانِ
فأغِثْ فؤادي من لظى نيراني
*
أدري بأنك مُذ فُجِعتَ بنكبةٍ
أمسيتَ محرومًا من السلوانِ
*
فاخلعْ ثياب الحزنِ واسكنْ مقلتي
لألوذَ من نفسي الى سجّاني
*
خذني إلى عينيكَ، مالي حيلةٌ
الاكَ فاحذرْ أن تملَّ جناني
*
أبدًا احبُّكِ كيفَ اكتمُ لوعتي
وانا الذي قد عاش في حرمانِ
*
ارجوكِ مُدّيْنِي بفيضِ محبةٍ
ودعي النهايةَ وارتضي بحناني
*
فأنا ابنُ هذا الهمِّ ، ارقبُ زورةً
تُلقي على قلبي بصيصَ أمانِ
*
تمضي السنون، فكيف أوقف زحفها
لا شيء يعدل زورة الخلان
*
متحيرا بيني وبينك حاجز
ارجوك ساعدني على احزاني
***
د. جاسم الخالدي