نصوص أدبية
مصطَفَى غَلْمَان: قَطَطَات الطفل المَجْذور
إلى أطفال غزة في ظلمة البئر والخذلان
سقطت للندى أغنيات،
واسترعت يدا طفل كتوم،
يقضي شتاءه الحزين تحت الأنقاض ..
لهرِير الليل ما تناثر من وجع الخوف،
ثم يبلى قلب العالم،
من قسوتها، التي تَهَتَّرَت في جهلها الرخيص ..
2
طفل بقصيدة مهترئة،
وقميص مشطور برغاء المتحوقلين ،
وأنين اليتامى ..
يتوضأ بفرو قَطِيطَته،
وينام على غبار الفجيعة؟
3
مثل عينين مقفلتين،
تسترقان نشيد الهروب،
حدو الفناء المتداعي،
أو فجوة صخر في هباء الجنون..
جسدان، بينهما يد تتعافى، وروح تسترق النظر في رحيل غامض ..
4
هذا السقف الوطيء ..
هذا الترب المذلَّلُ بالحصى،
هذا التَنّور الملتهب في جوف الفظاعة..
هذا الحشا الطاوي المضمر في عتمة الجحود..
هذا القتل الرجيم، الذي يسحل الرحمة إلى مآويها القاتمة ..
هذا الوحش المتغطرس في ثوب الصهيونية،
هذا السقوط المدوي الهتاك ..
من يكسر الطوق،
ويحضنها، شرف الأمة المغدور؟
يا أيها العدم الذي لا يغضب، ولا يثور للكرامة؟
5
قل شيئا، ولا تصمت..
انج بشيء لك عند الهرج الموتور
في غزة التي لا تصرخ فوق ما يرى جرحها الأثيم ..
فاخر بقسوة الكراسي المظلمة،
وبالأصفار المحزومة على آبار النفط،
وبالشهود الزور المتعانقين تحت ألوية القصف ..
وامض إلى حيث تكون المدامع والخطايا ..
ولا تعد ثانية إلى أحجيات الغابرين ..
فالجمجمة العربية، تستغلق المعادلة
وتغرق في وحل السُّخَام ..
***
د. مصطَفَى غَلْمَان