نصوص أدبية
مهدي القريشي: بائعُ الورد
يصطاد زبائنَهِ بذكاءِ العارفِ،
بمقدارِ ملعقةِ شاي يُسقي العاشقَ غريزةً رطبةً،
ويُجلِسه فوقَ عشبٍ على مقاسِ حقيقتهِ،
هذا هو المكان …
جدرانُه الكلمات،
الكلماتُ شعرُ
غناء النار،
قمحُ الفرانِ
هديلُ حمام .
وسقفُه …
شهقاتُ عشبٍ محمولةٌ على أمواجِ شرسةٍ .
**
بائعُ الورد ينتظرُ صمتَ العاشقِ
ليمنحه شهادةَ حسنِ الاصغاءِ والارتباكِ،
فيملأُ رأسَه بالأحمرَ القاني كعلمِ السوفيت،
قبـلَ أن يفتّت أثاثَه كورباشوف .
**
يستعينُ البائعُ بالشيطانِ
فيدبُّ الشكُّ الى قلبِ الحبيبة،
تتوجّسُ من أن يخذلَها عاشقُها،
وبدبوسٍ تُخطئُه العينُ
يثقبُ بالونَ قلقِها .
**
تاريخهما مغمورٌ في قَلبِ الوردةِ،
الوردةُ تنثرُ ذراتِ تعفّفِها بشراسةِ كاهنٍ،
نفضَ العاشقُ ركامَ تردّدِه فأعادتِ الوردةُ عافيتها .
***
مهدي القريشي