نصوص أدبية
سعد جاسم: الرحيل الى منفى آخر
(الى روح كريم العراقي)
كافٌ... راءٌ... ياءٌ ...ميمْ
اسمٌ من الرحمٰنِ الرحيمْ
الذي علَّمَ آدمَ وعلَّمكَ
وعلَّمَني الأَسماءَ كلَّها
تَنْزيلٌ منِ العرشِ العظيمْ
عرفتُكَ…..…………و
عرفتُكَ مُنذُ سنواتِ صباي الخضر اااءْ
وأعني : عرفتكَ منذُ (المطر وأم الضفيرة)
ديوانكَ الشعبيِّ الأَوّلْ
حيثُ قصائدُ الحبِّ الجميلْ
واشواقُ العشاقِ المُشتعلة
ومواعيدهم السرّيةِ اللذيذةْ
وأحلامِ الفقراءِ الطيّبينْ .
*
وفي معهد الفنون الجميلة،
كنّا قد إلتقينا وجهاً لوجهٍ
وقلباً لقلبٍ
وروحاً عاشقة لروحٍ شاعرةٍ
حيثُ كنتُ انا أَدرسُ (المسرح)
وأُمثّلُ وأُخرِجُ تراجيديات الانسانِ المستباحِ
والمقموعِ والباحثِ عن الحقيقة
وفراديسِ الجمالِ وفضاءاتِ الحرّيةْ
وأَنتَ كنتَ تكتبُ الاغاني والاناشيدَ
لمسرحياتنا الباسلةِ تلكَ،
ومنذُ ذاكَ الزمانِ
ونهرِ المحبّةِ والأَغاني
قَدْ صرْنا صديقينِ
وأَصبحْنا طيرينِ
نحلمُ بالرحيلِ والخلاصِ
هنااااكَ في المنافي
وغربةِ الانسانِ والمكانِ
*
ثُمَّ شرّقنا وغرّبنا
في ارضِ اللهِ العجيبةِ والغريبةِ
والرهيبةِ في تقاويمِ الحزنِ
والحنينِ والحروبِ
وكلِّ حاءاتِ الحياةِ الحارقةْ
حينَ دارتْ علينا واستدارتْ
و"من منفى الى منفى"
ومن حلمٍ الى حلمٍ
ومن وجعٍ الى وجعِ
ومن فرحٍ الى فرحٍ
ومن مرضٍ الى خيبةْ
ها أَنت تغادرُنا الى غربةٍ أُخرى
وها نحنُ نبقى ننشجُ في الغربةْ
بانتظارِ رحيلنا اليكْ
فنَمْ صديقي
نَمْ هانئاً
الى أنْ نأتيكْ،
وسلامٌ لكَ
وسلامٌ عليكْ
***
سعد جاسم
2023 - 9 -1