نصوص أدبية
عبد الناصرعليوي: عيْنَانِ خَضْراونِ كَالْأَلْمَاسِ
عَيْنَانِ خَضْراونِ كَالْأَلْمَاسِ
ببريقها تسبي قلوبَ الناسِ
*
كالكوَّتانِ على مشارفِ جَنَّةٍ
حَضَناهُمَا زوجٌ من الأقواسِ
*
وَكَأَنَّهَا فِي الْحُسْنِ توءَمُ فَرْقَدٍ
لَاحَتْ عَلَى الْأَكْوَانِ فِي الأَغْلَاسِ
*
أَو ظَبْيَةٌ عِنْدَ الصَّبَاحِ تَخَبَّأَتْ
مِنْ أَعَيْنِ الْحُسَّادِ تَحْتَ كِنَاسِ
*
أَخْفَى الْحِجَابُ طَلَاَوَةً وَنَضَارَةً
فَبَدَتْ مُشَعْشِعَةً كزَهرِ الْآسِ
*
كمَليكَةٍ إِذْمَا تَحَرَّكَ رِمْشُهَا
يَهْتَزُّ آلآفٌ مِنَ الْحُرَّاسِ
*
لَمَّا رَنَتْ بِلِحَاظِهَا وَتَبَسَّمَتْ
ماظلَّ عَقْلٌ رَاسِخٌ فِي الرَّاسِ
*
أَصَبَحْتُ كَالْبَهْلُولِ أَمْشِي تَائِهًا
وَنَسِيتُ بَعْدَ غَرَامِهَا جُلَّاسِي
*
وَكَأَنَّهَا مِنْ حُسْنِهَا فِي لَحْظَةٍ
صَبَّتْ خُمُورَ الأَنْدَرِينَ بِكَاسِ
*
فَرَضَخْتُ طَوْعَا حَيْثُ ذُبْتُ صَبَابَةً
وَأَنَا الَّذِي قَدْ كُنْتُ كَالْعَبَّاسِ
*
وَرَفَعْتُ رَايَاتي لها مُسْتَسْلِمًا
وَفَقَدْتُ كُلَّ شَجَاعَتِي وَحَمَاسِي
*
كَيْفَ النَّجَاةُ أَأَتَّقِي سِحْرَ اللمَى
أَمْ نَغْمَةَ الْإيقَاعِ فِي الوَسْوَاسِ
*
أَدْمَنْتُ خَمْرَتَهَا وَدَيْدَنَ دَلَّهَا
وَسَبَقْتُ مَرْجِعَها أبا نَوَّاسِي
*
لم يقتربْ كأسُ المُدامةِ من فمي
دَارَتْ بِيَ الْأَفْكَارُ كَالْخَنَّاسِ
*
أَهْذِي كَمَا يَهْذِي الْكِلَاَمَ مُهَلْوِسٌ
عَانَى مِنَ الْإِرْهَاقِ وَ الْوَسْوَاسِ
*
وَتَحَشْرَجَتْ رُوحِي ومَابيَ عِلَّةٌ
لَكِنْ هَوَاهَا بَاتَ فِي أَنْفَاسِي
*
قَالُوا انْسَها واسْمَعْ كلامَ مُجَرِّبٍ
حَتَّامَ تَبْقَى فِي الغَرَامِ تُقَاسِي
*
فَأَجَبْتُهُمْ إنْي غَدَوتُ مُتَيَّمًا
وَتَكَبَّلَتْ كَفَّايَ بِالْأَمْرَاسِ
*
هَلّا سَأَلْتُم غَيْرَ هَذَا مَطْلَبًا
لَا أَسْتَطِيعُ وماأظنُّ بِنَاسِي
*
إنْي عَرَفْتُ مِنَ النِّسَاءِ جَلائِلاً
هِي وَحْدُهَا مَنْ أَلْهَبَتْ إِحْسَاسِي
*
إِنَّ الْمَشَاعِرَ لِاِتُبَاعُ وَتُشْتَرَى
هِي لِلْمَحَبَّةِ دَائِمًا كَأَسَاسِ
*
سُفُنِي مُحَطَّمَةٌ بِشَطِّ جَزِيرَةٍ
قَدْ مَرَّ أَعْوَامٌ وَهُنَّ رواسي
*
وَطُيُورُ أحْلَاَمِي بِلَيْلٍ هَاجَرَتْ
وَالْأُمْنِيَاتُ تَبَدَّدَتْ مِنْ يَاسِ
*
ماضرَّ إِنْ مَرَّتْ بِأَرْضِي نَسْمَةٌ
أَوْ أَنَّ أَمْطَارًا أَتَتْ بيباسي
*
فاخْضَرَّتِ الآفَاقُ بَعْدَ تَصَحِّرٍ
وَتَفَتَّحَتْ بِالحبِّ كُلَّ غِرَاسِي
*
مَرَّتْ كَمَا مَرَّ الرَّبِيعُ بِقَاحِلٍ
وَغَدَتْ لِبَعْضِ مُواجِعي كَالآسِي
***
عبد الناصرعليوي العبيدي