نصوص أدبية
محسن عبد المعطي: اَلرَّبِيعْ
جَاءَ الرَّبِـيعُ بِمَوْكِــبٍ فَتَّانِ
تَشْدُو فَرَاشَـتُهُ عَلَى الْأَفْنَانِ
*
وَتَقُولُ: مَرْحَى يَا رَبِيعُ فَإِنَّنِي
مُشْتَاقَةٌ لِلْوَرْدِ وَالرَّيْحَانِ
*
اَلْفُلُّ غَنَّى وَابْتِسَامَةُ ثَغْرِهِ
تُنْبِيكَ عَنْ حُبٍّ مَدَى الْأَزْمَانِ
*
يُحْيِي النُّفُوسَ يَشُدُّهَا لِرَبِيعِهَا
فَتَعِـيشُ فِي فَرَحٍ مَعَ الْإِيمَانِ
***
رَيْحَانَةٌ نَاجَـتْ بِحُبٍّ وَرْدَةً
قَامَتْ تُرَتِّلُ مُحْكَمَ الْقُرْآنِ
*
وَتَقُولُ: يَا أُخْتِي الْقُرَانُ حَيَاتُنَا
مُتَنَزَّلٌ مِنْ حِكْمَةِ الرَّحْمَنِ
*
يَا وَرْدَةَ الْعُمْرِ الْجَمِيلِ خُذِي يَدِي
لِأَعِيشَ عُمْرِي فِي ظِلاَلِ جِنَانِ
***
جـَاء الرَّبِيعُ وَمَدَّ كَفًّــا حَانِياً
يَرْعَى بِبَهْجَتِهِ الْوَلِيدَ الْبَاكِيَا
*
وَيَقُولُ: عِــشْ مَا شِئْتَ إِنَّكَ رَاحِلٌ
فَاقْضِ الْحَيَاةَ وَكُـنْ لِرَبِّك َرَاعِيَا
*
وَاحْفَظْهُ يَحْفَظْكَ الْإِلَهُ وَإِنَّمَـا
نُــــورُ الْإِلَهِ هَـدَى فُؤَادَكَ هَانِيَا
*
لاَ تَبْتَئِسْ هَذِي السَّعَادَةُ قَدْ أَتَتْ
وَالطَّيْرُ فِي الْأَفْنَانِ غَرَّدَ شَادِيَا
***
فَبِحَقِّ رَبِّكَ يَا بُنَيَّ تَكَشَّفَتْ
كُلَّ الْأُمُورِ وَسَوْفَ تَسْعَدُ رَاضَيَا
*
عِشْ بِالْأَمَانِي وَادْعُهُ يُجِـبِ الدُّعَا
طِفْلِي الْحَبِيبَ عَهِدْتُ قَلْبِكَ سَامِيَا
*
نُورُ الرَّبِيعِ وَحِكْمَةٌ أَزَلِيَّةٌ
كَانَتْ طبِيباً بِالْمَحَبَّةِ شَافِيَا
***
شعر: أ. د. محسن عبد المعطي
شاعر وناقد وروائي مصري