نصوص أدبية
عالية محمد علي: حين يذوي الورد
أيام صعبة اتوسل فيها
الامان
قلب خائف يعادل حقلاً
ميتاً
يذوي الورد
تموت المواسم
فتقفل العصافير عائدة
الى جوع الأعشاش دون
حبة قمح
وتسوّد أرغفة الخبز المنسيّة
في التنور
فالخباز مشغول الفكر
بولده الذي خرج صباحاً
ولم يعد
وتلك النحلة تطنّ وجعاً
أذ هاجمها دبور
أحمر
ومزّق جناحيها
والبستانيّ يبكي أزرار شجرة
الورد
التي هاجمها بذنبٍ أو دونه
الصقيع
والصبح ليس على مايرام
والغيم منذ سنين ممهور برعد
متأخر
والسوق بلا ألوان والطرق
مغلقة
والميزان يبكي كفتيه
الفارغتين
والنهر تعافه الرعاة
ففي السقيّ الأخير كان ذرا
امرأة
ينتهي كفها بالحناء
منحشراً بين تروس الألة
التي ترعف
الماء
حين يكون الموت مجاناً
وللجميع
يبكي العشب خوفاً من
الليل
والدروب بلا نهايات
ولا عتبة يستريح عندها
الطريق
موبوء ذلك الدرب بالعشب
الضار وأوجاع
العابرين
وتحتمي الأجفان بالنعاس
هرباً
حين يذوي الورد وتذوي معه
أحلامنا
وتبتهج القيود وهي تأكل
معاصمنا
وجبتها المفضلة
في ظل أحتراق المزارع الموجوعة
البذور
كي يحيا المتخمون ويتبادلوا
القُبل
تحت مظلات
عذابنا .
حين يذوي الورد تركع
الأشجار
فتنحني معها أعشاش
البلابل
فتفقس الأعشاش
عن أفراخ جبانة
خرساء
تألف ذلّ الأقفاص ولا تفهم معنى
الحرية
ويغيب الغناء عن
السماء
وما أقسى وجع سماء أنهكها
الصمت
حين يأتي الحزن كتلة من صخر
تنقض دون رحمة
وباب مغلق ينادي
الغائبين كي
يطرقوه
ولا مزلاج يفتح
في ظل وجع يبث
رسائله
فتصل بآنٍ
واحد ..
وكلٌ يأخذ نصيبه المفروض
قسراً من
العذاب
حين يذوي الورد
لا يعود بأمكان السنونوات
العودة
فقد ألفت أعشاشها
المؤقتة
على امتداد طريق الهجرة
الأخر
المموّه بالأسلاك
الشائكة
وما عادت تستدل على أعشاشها
الأولى
والقش منثور على أرضٍ
يباب
والثمر مرٌّ كحنظلة سوداء
القلب
والنهايات المعقدة
لاتنتهي
مفتوحة على نوافذ
الصمت
والستائر الزرقاء
مغلقة
حين يذوي الورد
***
شعر: عالية محمد علي - العراق