نصوص أدبية
حامد عبد الصمد: سلاماً قريتي – الحمزة
هي أرضي الأولى..
أشكالي..
وحبيبات العمر الممتدّ المتوازي الأضلاع
ما بين الماضي، والحاضر..
هي تسمو..
حالة عشق.. ذكرى
بل معنى، المعنى
مازالتْ.. وستبقى
تمشي في النبض معي
تترجّل، تتجوّل في طرقات الأيّام
تحمل بين خلايا جلدتها
نكهة كلّ السنوات
"وإذا الصبح تنفّس "
هي في أدعيتي
في قاع العمر..
وأفق الصلوات ْ
مازالتْ تترك لي
أكثر من عنوان
كي أستبدل..
عنوان الحزنِ بأرغفةٍ
من غرّة ضوء
بساتين الخير.. صبح..مساء
مازالتْ هي
مأوى الفقراء
هي جذع الروح،
وأضلاع الصدر..
عناقيد الشعر..
وباب الحلم، لكلّ الشعراء
**
ما زلتُ أرى فيها
والدتي..وأبي.. اخواني
وأرى – موسى – جاري
يحمل صندوق التمر
على الرأس.. على الظهر
وأرى زوجته
تصنع دبساً في ساعات الفجر
وتصلّي
تحمد.. تشكر ربّ الخلقِ
على هذا الرزقِ...
ما زلتُ أرى عمرانْ
في شارعنا الممتدّ
من النخل.. إلى النخل،
بوجهٍ يمسح
فيه دموع الأطفال الفقراء
يأتي في الصبح، يجرّ العربة
ليبيع علينا بعض الحلقوم ْ
ويهزّ إلينا
جذع السدرة
كي يسّاقط
منها النبق (البمباوي)
ويجفّ رفيف العين، بهذا اليومْ
**
ما زلتَ أرى قريتنا
تتحدّثُ في أعلى صوتْ
وتسافر
بين جذور الماءْ
وتعانق أجنحة الوجدانْ
وتطلّ على أبواب
الصبح بعافيةٍ
وتحلّق فيها الأغصانْ
هي سيّدتي
رغم ما مرّ.. وما كانْ
تبقى أحلى
من كلّ مكان ْ
مسروراً
سأعود اليها
أمشي
فوق قناطرها.. وبساتين العنب.. الرمانْ
أمشي.. وحدي
لا يعرفني الإعياءْ
أفتحُ في الروح سماءْ
كي أكتب عن هذي- الحمزة -
قريتنا .. باللغة العربية
من جبل العطر، وكنز الكلمات
أروع أغنيّة..
كي تولد، قرب النهر
عناقيد الصرف بسفر النور
**
كي أرسم بيتاً
في ظلّ البيت
ليمرّ عليها قلبي
قبل الموتْ
***
حامد عبد الصمد البصري
..............
* اشارة: الحمزة: قرية الشاعر في قضاء أبي الخصيب – في البصرة