نصوص أدبية
مالكة حبرشيد: دوائر الصمت
من يعتلي عرش جنوني
بعد انتهاء ثورة العبث
يقايض سوط الصبر
بمشنقة انطلاق
أختزل بها طريقي نحو العتمة ؟
فبعض العتمة وجود
وكثير من النور عدم!
*
من يفتح دوائر الصمت
ليحط السحاب رحاله
على ارتعاش نخلة
منفية خارج الفصول
يقلم براثن المرارة
لتلتقط القصيدة
بعض أنفاس عن بعد
يطرد خفافيش الظلام
من مملكة الشعر
لتفرد الأبجدية أجنحتها
قبل أن يستبيح النشاز
مدائن البلاغة ؟
*
من أشعل كأس الحنين
جمرا وضيئا
حتى صار الارتواء رمادا
وصارت الحكاية مسخا ؟
كيف أخذت الريح كل الشوق
وما نسجنا من أحلام
في ليالي الأرق
لنموت ببطء
في جذل الكذب المراق؟
*
النحيب يغتصب
الظلال في مكمنها
يغتال الابتسامات
في زاوايا ارتباكها
*
كانت الهفوة الأولى
حين انتشى الليل
بضحكة مخذولة في غبطتها
انهدت أشرعتها
على زجاج مرآة مخادعة
أفسدت عرس اللقاء
فشاخ الدم في العروق
جفت آخر قطرة
قد تروي الحنين النابت
في صحراء الذاكرة
وتحيي الشوق الذي مات
بين الجمل الباردة؟
شفق هذا اليوم فاتر
لا تستجيب له النجوى
ولا ترد صداه صهوة الأفق
النداء مصلوب في المدى
عبير الأمس
تجمد على أجنحة السراب
أزهار النرجس
ما عادت تشعل شهية القصيد
ولا هي قادرة على
أن توقد صقيع الإلهام
ليتورد الشعر في حقول الهيام
حتى الطريق التي كانت تعبرني
وهي تضج بسمفونيات الحنين
لم يكتمل قمرها رغم استدارته الموقدة
ولم تعترش في دجاها
مسافات توهان امتطيناها
ونحن ننسج للخطو نجمات
لم ننتبه متى ضاع منا
ذاك التيه المشتهى
ولحظات شجو فتحت لنا فسحة
في شراع الأمل
*
الغروب مضمخ بالأنين
اللحن ينزف في الخواء
عيون الحلم تمتطي الهزيع الأخير
من أنشودة ثمالة غيبتني طويلا
في غبار الكلام !
***
مالكة حبرشيد