نصوص أدبية
جاسم الخالدي: رسالة الأرض
لكَ أن تمُرَّ على السهولِ نسيمًا
لتزيحَ عن وجهِ الحياةِ همومًا
*
تشدو لآمالِ الحقولِ بشائرا
وتشيدُ في عرشِ الحياةِ نجومًا
*
خُذْ من يدي إرثَ السنين وعبئها
واكتبْ على ذاك الجدار رسوما
*
وامنحْ جراحي فرحةً تتجددُ
يروي بها الدمعُ الحزينُ كرومًا
*
فالحبُّ يزهرُ كلَّما نبتَ الأسى
ليكونَ للجرح العتيق وسوما
*
والعشقُ أنْ يسمو الغرامُ سحابةً
تُغني ربوعَ العاشقينَ نعيمًا
*
بلّغْ عن الروحِ التي أهدتْ ندىً
قدْ كابدتْ وجعَ السنينِ عظيما
*
بدماءِ حقلٍ ظلَّ يورقُ رغمَ ما
عاثَتْ بهِ ريحُ الطغاةِ ظُلوما
*
غرسٌ تحدّى النارَ حتى أثمرَتْ
بعد انتظارٍ لم يعره عميما
*
وروى الأسى عهداً تليداً زاهرًا
وعدًا يُعيدُ إلى السماء نجومًا
*
فأتيتُ بالشمسِ التي في راحتي
وحملت قلبا ما يزال كليما
*
واكتبْ على دربِ الفداءِ مؤرَّخًا
مجدَ الشعوبِ إذا استحالَ عظيما
*
آليتُ أنَّ الحقَّ يبقى رايتي
ودليلُ دربي في الحياةِ قويمًا
*
لكنَّهُ عهدُ السماءِ لشعلةٍ
أهدتْ شعوبَ العالمين نعيما
*
فأتيتُ بالشمسِ التي في راحتي
أرنو بها نحوَ الدُّجى تسليما
*
وأقولُ للشمسين إنّي ها هنا
سيفُ العراقِ إذا استفاد ظليما
*
فأنا الذي يزهو العراق بفضله
ويعود بعد الغابرين سليما
*
وملأتُ كأسَ الصبح عطرا ناضرا
حتى غدا وجه الحياةِ وسيما
*
وطني بحارُ الخيرِ تجري في يدي
ونخيلُهُ ظلٌّ يُعانقُ ريما
***
جاسم الخالدي