نصوص أدبية
عبد اللطيف رعري: اخوس أقرَّ بخطيئتي
في صالات
الغياب
حضر من حضر…
البهلوان مكسور الخاطر بلا مساحيق…
عاد الحكيمُ حكيماً..
البلوى في يدي…
غدرٌ هنا و غدرٌ آخر هناك …
حضر عازفين في قبب الخناق ..
ووحشٌ واحدٌ يصنعُ الثمالة…
بيدي
للأسف قنبلة مطاطيّة
لتفكيك جوقة الإستعارة
عازف يعشق أوتار الخُلدِ
وعازفٌ يُخلِّدُ للعشقِ أوتاراً..
جربوا المقاطع الحزينة كلَّها..
ولم تبك بينهم فراشة…
في طريقي للمدى أضعتُ عكازي وأضعت عيني جنب البئر
وتحسستُ الحريق…
المرآة التي تجهل وجهي خائنة ،
لكن
كؤوس المُراهنة تملأ جوفاً
يعشق المرارة
حينما
أغمض عيني تنزلق الكواكب ماءاً…
الزُهرة شاردة …
القمر سكرانٌ…
تارة أزرعُ رعباً فتنشرُ الحيتانُ على قارعة النَّهرِ..
فأكتفي لوحدي بجرعة ٍ خبَّأتها لسنوات في قِدْرِ المُحالِ..
هي الآن ملهمتي..
تلعثمت كلَّ لغات العالم..
أتلفت مفاتيح قلعتي في شون الإدمان
واحتميت كملعون وراء أغطية الأديان…
أظنُّ
ولدتُ
لكي
أكون
مشاكساً
لست من يغزل رذاذاً برائحة الجنَّة..
ولا ملثماً بما تبقى من قميصك
يا يوسف…
أرقبُ كمن سبق فرصة شفاعةٍ
لكتابة موت جديد…
لست تمثالاً
صامتاً
لايعشق شيئاً ..
أتحركُ من كومة لكومة..
أنفخ الجمر حتى يحمرُّ
ثمَّ يصيرُ رماداً..
لأبني قبراً لجدٍ فقد صوابه لمّا سمع جرس الرَّحيل
ً
أنقعُ كأس المنيَّةِ بأصبعٍ حتى تنتهي الثمالةُ…
لأجعل البياض كله في قنينة من خشب
فأبي
ينتظر عودة سحنته الأبدية ..
ينتظرُ يداً طاهرةً تنسيه طعنةَ الإبتلاء..
يقرأ
كتابه
بلهفة
واشتياق…
لقد تعرى من صدمة الحياة ….
أصيح للصبح بميقات الحقيقة
وأترك أيضا خدشتي
في المرايا
إن لم أكسرها…
لانّ قلة حيائي يصيبها بالهذيان
هاجمت أسراب النّحل بالدخان …
أربكت مضاجع
الحمقى
المشردين
والعميان
بأغنياتي المقرفة ..
أغلقت المعابد والكنائس والمساجد لتقام الصلوات
في بهو
الديار…
أكلت من حاويات الأزبال
فتشتُ محفظة جدتي ولم أعثرُ سوى على ضحكة لا تنتهي…
استحممت بمياه المستنقع …
صليت بدون وضوء..
أنا من مزَّق لموشي شاشية التقوى..
ودقَّ المسمار في قدمهِ..
أنا من ارتجل زجلاً لقلب الأنظمة العرجاء..
أنا من هرب ألف مرة
من اسر الطغاة
انا من ظلّ سجيناً خارج السجون…
طريداً بالأمكنة
أعجن رغيفاً مراً ممّا تحطَّم من الحجرِ،
لأطعمَ شيطان حلمي
والحسُ أصابعي
كي لا تنبت صخرة أخرى ،
وتخفي عنِّي عشقي للعبث…
انا
منذ صرختي الأولى
أقسمت على المشاكسة،
أبيعُ القرد وأستهزء ممن اشتراه…
أخادعُ السّراب ولا أتبعهُ..
أجرُّ قط الجارة من ذيلهِ وألحق به في المزبلة…
أطعن زوابع الرمل بسكين لأقتل الجن…
أسند ظهري للقبلة وأرتوي من
كأس
باخوس
المعظم…
مستمتع بشهوة النسيان…
المارّة لا يلقون التحية ..
لا تمسهم حاجتي بشيء…
منهمكون في المشي كالنَّملِ
،مهزومون بثقل المآرب البسيطة…
لا يعتذرون …
قليلون يتخلصون ما في جيوبهم ..
بابتسامة خادعة وكأنهم حمات الجبل
أعرفُ :RR
سكرتي عنيفة ..
وأنا لا أموتُ هكذا بدون وجعٍ..
**
ثمن الخطيئة إذن…
أتذكرُ أنَّ الهزيمة شرَّدتني..
أطاحت عن رأسي تاجاً سلفاً للملوكِ..
ستبكي العيون عند صخرتي..
ولا أعرفها …
لكنِّي دون شكٍ سأنهارُ حتى ينتهي حفار القبور من الحفر…
أعشق التراب لرائحته فقط…
أعشق أغاني المطر..
فأين أزهاري…؟
وساعات الفرح…؟
أين معشوقتي …؟
أين الخمَّارة ،…؟
أين أقلامي والورق..؟
فلست راعياً مقلقاً لطوابير النَّملِ..
لكن
بخطيئتي
سأدخل
قلوبكم…..
***
عبد اللطيف رعري