نصوص أدبية
جاسم الخالدي: اطلق سراحي
لم ندرِ ماذا تضمرُ الأقدارُ
طلعَ النَّهارُ ولم يَعدْ يا دارُ
*
ما زلتَ تحلمُ بالرجوعِ وقد مضى
عامانِ، لا طيفٌ، ولا تذكارُ
*
أشكو إليكَ الحالَ، وهو ممزقٌ
وأَنا على الحالينِ قلبيَ نارُ
*
اطلقْ سراحي، تهتُ فيكَ مدائنا
وبقى يجاورني الهوى الدَّوارُ
*
أشكوك ماذا؟ كلُّ شيءٍ سائلٌ
وأنا جوابٌ صامتٌ محتارُ
*
يا ويحَ نفسي كيفَ بتُّ مكتَّمًا
وأَنا الذي ضاقتْ بيَ الأسرارُ
*
أَنساك، لا أقوى، هواك ربيعُنا
فمتى يعودُ الماء والأطيارُ
*
ساءلتُ عنكَ الغيمَ، قال: غمامةٌ
ستزولُ مهما طالتِ الأَسفارُ
*
ويعودُ ذاك الوجهُ أسمرَ مشرقاً
وعليهِ ملحُ الأرضِ والأنوارُ
*
وتفيضُ من حولي جوابي ربعِنَا
وغناءُ راعيها عليكَ مدارُ
*
لكنَّهُ حلمٌ ولستُ مبالغًا
إنْ قلتُ ليلي ما إليهِ نهارُ
*
يا أيُّها الوجهُ الذي لازالَ عنـ
دي ساكنًا، ما دارتِ الأقمارُ
*
اطلقْ سراحي، ليسَ مثلي صابرٌ
من أين تُقبلُ أيُّها المدرارُ
*
أرجوكَ عُد قلبي يفيض صبابةً
لا أهل من حولي ولا أَنصارُ
*
يرضيك أنِّي ألتظي بأوارها
والماءُ غادرني ولا أمطارُ
*
سُحقًا لعمرٍ ينقضي بمصيبةٍ
وتموتُ في قيثارتي الأوتارُ
***
د . جاسم الخالدي