نصوص أدبية
قصي عسكر: قصة لمحة وقصتا حلم
من دون يدين
لم يذهب إلى قارئة الكف شأنه شأن كل فقد عاد من الحرب بلا يدين!!.
**
قصة حلم
معرض السيارات
ذهبت لأحد المعارض غرض شراء سيارة،ف ترك لي صاحب المعرض حرية التجوال في الساحة المليئة بالسيارات،. قال لي: قُـدْ أيّة سيارة تعجبك ولا تفكر بالثمن. دهشت للمنظر.. حقّا سيارات فاخرة فخمة من علامات تجارية راقية معروفة. مارسيدس.. بورش.. فولكس فاغن.. شفر.. بيجو... وأنواع أخرى لا تراود مخيلتي إلا في الأحلام.. وقفت أمام سيارة أمريكية.. لم أتردد كونها ثقيلة تكلفني وقودا مضاعفا.. ومن حسن حظّي أن الباب ظل مغلقا.. حاولت بجهد فتحه لكنه استعصى.. تحولت إلى سيارة مارسيدس.. وفي نيتي أن أغتنم الفرصة، لعل صاحب المعرض خصّ أول من يدخل معرضه بسيارة هدية، ولم يكن أحد هناك غيري، غير أن باب السيارة بقي مغلقا.. لم أتعب نفسي. السيارات كثيرة، وقفت أمام أوبل والغريب في الأمر أن بابها استعصى أيضا..
فوكسل..
كراون
تويونا
ميني
سكودا
أمريكي.. ألماني.. إنكليزي.. سويدي فولفو.. يا للتعاسة كلما هممت بفتح باب وجدته مغلقا.. دفعني يأسي إلى أن ألتفت إلى صاحب المعرض الذي مازال جالسا في مكانه ولعله سمع ندائي من خلف الزجاج الشفاف، فأشار من دون أن يلتفت نحوي إلى زاوية منسية من زوايا المعرض، أسرعت كأن الوقت يحاصرني وماتزال هناك رغبة تحثّني على أن أجد سيارة لها باب يطاوعني.
هناك في تلك الزاوية المنسية، واجهتني سيارتي القديمة المتهالكة التي طالما فكرت أن أرميها في أقرب منفى للهياكل القديمة.
كان بابها مفتوحا وبدت تطاوعني مثل حيوان أليف.
**
قصّة حلم أخرى
المسيرة الصامتة
تلك الليلة - ليلة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982 - نمت متأخرا فراودني حلم غريب الملامح، رأيت الملوك والرؤوساء والأمراء العرب، يسيرون في تظاهرة صامتة.
كل شئ صامت.
هدوء تام.
الشارع نفسه خال من المارة والسيارات. المحلات مغلقة الأبواب.
وقفت وحدي أراقب من بعيد.
كان الرئيس الصومالي محمد زياد بري يرقص في المسيرة ويصرخ: دون أن يلتفت إليه أحد: "رحم الله والديه الذي ضيّع خصيةّ".
الغريب أني بعد سنوات من الحلم التقيت ابنة أحمد آدم وزير خارجية الصومال زمن الرئيس محمد زياد بري لذي هتف في التظاهرة الصامتة وجدتها مثلي تطلب اللجوء.
***
د. قصي الشيخ عسكر