نصوص أدبية
على صدرِ نافذتي
تلك اليدُ التي تمتدُّ نحوي
لا تُحسِنُ رسمَ القمرُ
على صدرِ نافذتي .. يموتُ الضوء
عاطف الدرابسة
قلتُ لها :
من هنا ..
تبدأُ الطريقُ إلى الموت ..
الطريقُ غامضة
غموضَ البحر ..
هل تُزرعُ السنابلُ
في الرِّمال
فينهارُ البحرُ الهائجُ
في داخلي ..
ثمَّ أبكي
كما تبكي البلابل ؟
متى يُسدَلُ السِّتار
وتنتهي هذه المسرحيةُ
الحمقاء
لتعودَ الحياةُ
إلى الشوارعِ المُقفِرة ..
المقاهي المُغلقة ؟
متى أمتطي حصاناً
عربياً أصيلاً
لا يُشبهُ الحمار؟
متى نعودُ إلى الحقولِ
نقطفُ الزيتونَ
ونفرحُ
حينَ يطلعُ النَّهار ؟
انظري إلى الدِّموعِ
التي تنهمرُ
من عينيَّ ..
متى يا حبيبةُ
أُحطِّمُ أبوابَ الدُّموع
فألِجُ أعماقَ الوجوهِ
وأقرأُ ما تُخفيهِ
تلكَ الوجوه ؟
أُريدُ أن أعرفَ
كيف تصلَّبت الدموع ؟
أريدُ أن أعرفَ
هل هذا الترابُ
ما زال صالحاً
كي يُطهِّرني
قبلَ أن تفارقَ الرُّوح
الجسد ؟
يا حبيبةُ
هذا الدَّم الذي يجري
في الجذورِ
أخذوه من عروقِ الموتى
وزرعوهُ في الجذور
فقست علينا
الجذور ..
تلك اليدُ التي تمتدُّ نحوي
لا تُحسِنُ رسمَ القمرُ
تلك اليدُ التي تمتدُ نحوي
تمنعُ الضُّوءُ أن يدخلَ
من نافذتي
فيموتُ الضُّوءُ
على صدرِ نافذتي
كما يموتُ الحُلمُ
في جوفِ القهرْ ..
يا حبيبةُ
فتَّشتُ في كلِّ أزِّقةِ
دمشق
عن وردةٍ من ياسمين
أُهديها إليكِ
فإذا كلُّ الياسمينِ
يابس ..
فتَّشتُ عن نخلةٍ
في العراقِ
أحفرُ عليها حرفينِ :
حاءٌ وباء
فإذا كلُّ النَّخيلُ
حطب ...
يا حبيبةُ
لا يريدُ الحبُّ أن يأتيَ
إلى هذه البلاد
لا يريدُ الحبُّ أن يدخلَ
تلكَ القلوب ..
سأُغمضُ منذ الآن
عيوني
فقد سئمتُ يا حبيبةُ
ما يتسلَّلُ إلى الرُّوحِ
من بكاء ..
د.عاطف الدرابسة