نصوص أدبية
وطنٌ مهزوم
أفتحُ نوافذ الرؤيا في الليل ..
فترميني أشواقي إليكِ ..
كما ترمي السّماء أفراخَ الغُيوم ..
وطنٌ مهزوم .. / عاطف الدرابسة
قلتُ لها :
أفتحُ نوافذَ الرؤيا ..
في منتصف الليل ..
فأرى النُّجومَ تهتزُّ ..
كأقداحِ خمرِ الجاهليّة ..
وأراكِ ترقُصينَ بينها ..
كوردةٍ يهزُّها نسيمُ الصّباح ..
أفتحُ نوافذ الرؤيا في الليل ..
فترميني أشواقي إليكِ ..
كما ترمي السّماء أفراخَ الغُيوم ..
آتيكِ كسيرَ القلب ..
كشجرةٍ عاريةٍ إلّا من الأوهام ..
أُداعبُ خيالكِ المجنون ..
فأشعُرُ أن جسدي ..
المحموم ينتفضُ كالجّمرِ ..
كموجٍ خارجٍ من جحيمِ الصّقيع ..
أفتحُ نوافذ الرؤيا في الليل ..
أبحثُ عن وجهكِ في خلايا العتم ..
في سكونِ السُّكون..
في صوتِ ناي حزين ..
في خطوِ التائهين ..
في الأنفاسِ المخنوقةِ ..
في الخُطوطِ العرجاءِ في يدي ..
وفي آخرِ ما تبقّى من حُلمٍ غريب ..
أفتحُ نوافذَ الرؤيا في الليلِ الحزين ..
فأرى مصابيحَ سود ..
ونساءً تطوفُ في عباءاتٍ سود ..
ومفاتيحَ البيوتِ المهجورة ..
تُلقى على الأرصفةِ مثلَ وطنٍ ..
مهزوووووم ..
د. عاطف الدرابسة