نصوص أدبية

ما زلتُ قادراً

ما زلتُ قادراً على الإحساسِ

بالزيفِ ..

والوقارِ

atif aldarabsa

ما زلتُ قادراً .. / عاطف الدراسبة

 

قلتُ لها:

 

ما زلتُ قادراً على الإحساسِ

بالتاريخِ

بالكونِ

بالأشياءِ من حولي ..

 

ما زلتُ قادراً على الإحساسِ

بغدرِ النساءِ

وعبثِ النساءِ

وعطرِ النساءِ

وقُبلِ النساءِ ...

 

ما زلتُ قادراً على الإحساسِ

بالضياعِ

بالعنادِ

بالوجعِ

بقلقِ المساءِ

برؤى الظنونِ

وسحرِ الجنونِ

بالشروقِ

والغروبِ

ومطرِ الجنوبِ ...

 

ما زلتُ قادراً على الإحساسِ

بالزيفِ ..

والوقارِ

بذلِ الهزيمةِ ..

وغرور الإنتصارِ

بنزفِ الشموعِ ..

حين تنتحرُ القناديلُ ....

 

ما زلتُ قادراً على الإحساسِ

بتصدعِ مآقي العيونِ

وانفجارِ الصمتِ

في السكونِ ..

 

ما زلتُ قادراً على الإحساسِ

بتعبِ السفرِ

نحوَ الجنوبِ

لأزرعَ في حقولِ الظلامِ

الضياء ..

 

ما زلت قادرا على الإحساسِ

بوجعِ الوطن ..

حين يئنُّ الوطن ..

 

وأعرف يا حبيبةُ

كيف تكبرُ في قلوبِ المتعبينَ

المِحن ..

وكيف يتناسلُ الفسادُ

مثلَ البعوض ..

مثل السوسِ

ينخرُ ساق الوطن ..

وكيف يمتصُّ نُسغ

أغصان الوطن ..

فتجفُّ أوراقُ الوطن ..

 

وأعرف كيف يغزو الخريفُ

شبابَ الوطن ..

فيهوي كما تهوي صخرةٌ

من جبل ..

 

وأعرفُ كلَّ الذين يهتفون

عاشَ الوطن ..

يحيا الوطن ..

وهم بلا هويةٍ ..

أو جوازِ سفرٍ يحملُ

همَّ الوطن ..

 

وأعرفُ المنافقينَ

وهواةَ جمعِ المال

وقطفِ ثمارِ الوطن ..

 

وأعرفُ يا حبيبةُ

كيف تُقامُ طقوسُ الخراب ..

وأعرفُ صلاةَ الغُراب ..

ودعاءَ البومِ ..

عاشَ الوطن ..

يحيا الوطن ..

 

هامش: ليتهم يحفظون نشيدَ العلمِ ..

ليتهم يعرفونَ لونَ العلمِ ..

ليتهم يعرفونَ تاريخَ الوطن ..

 

د.عاطف الدرابسة

 

 

في نصوص اليوم