نصوص أدبية
تحيَّةً إلى نينوى
تُباعُ الطِّفلة كما تُباعُ المدنُ
وكما يُباعُ في الأسواقِ النفطُ
تحيَّةً إلى نينوى / عاطف الدرابسة
العمرُ فارغٌ
كأنَّه الأقداح ..
فاضَ العقلُ
حينَ السُّيولُ
عارمات ..
وبيضُ الحَمامِ
يطفو على الجراح
تاجاً
على الضِّفاف ..
وهناك
قبلَ أن ينتهي النَّهرُ
بفاصلة ..
بيضةٌ كبيرةٌ
بلونِ الزَّهر
تحتضنها حمامةٌ
بيضاء ..
وقبلَ أن يأتي
الشتاء
تتفتَّحُ
فتخرجُ طفلةٌ
من نور ..
يخجلُ
من جمالها
الجَمال ..
تحرسُها
أسرابُ الحَمام ..
تبحثُ لها
عن طعام ..
بين مراعي الرُّعاة
الحمائمُ البيض
تسرقُ
بالمنقارِ
ما تيسَّرَ
من جبنٍ
وحليب ..
والرَّاعي الكبير
يتبعُ
أثرَ الحَمام ..
ينحني
للجمال ..
يحملُ
بين يديه
النُّور ..
نحو سوقِ
النِّساء ..
تُباعُ الطِّفلة
كما تُباعُ
المدنُ ..
وكما يُباعُ
في الأسواقِ
النفطُ ..
وكما تباعُ
الأوطان ..
لرجلٍ عقيم ..
للملكِ
في العامِ
مهرجان ..
التقت العيونُ
بالعيون ..
وخضَّ القلوبَ
الجنون ..
سقاها
ما ذابَ
من رحيقِ القُبَل ..
وسقتهُ
شفيفَ المعاني
والكلمات ..
صوتٌ مخنوق ..
يهمسُ موصياً :
إن حانَ الممات
ارقصي
في مأتمي ..
رقصةَ المطر
وافرشي
الدَّربَ
إلى القبرِ
ورود ..
فجدِّي الكبير
قبل أن يموت
حذَّرني
من غدرِ الملوك ..
د.عاطف الدرابسة