أخبار ثقافية
صدور الطبعة الثانية من كتاب "السياحة والإرهاب" للأستاذ بنيامين يوخنا دانيال
صدرت حديثا عن دار بيشوا للطباعة والنشر في أربيل – العراق الطبعة الثانية من كتاب (السياحة والإرهاب) للباحث (بنيامين يوخنا دانيال). ويقع في (180) صفحة من القطع المتوسط. وجاء في مقدمته:
صار الإرهاب بعد هجمات نيويورك وواشنطن في سبتمبر / أيلول 2001 وهجمات مدريد في آذار 2004 وهجمات لندن في تموز 2005 وغيرها من أخطر المشاكل التي تواجهها صناعة السياحة والسفر في القرن الحالي، إن لم يكن أخطرها على الاطلاق، إلى جانب الحروب والأزمات السياسية والكوارث الطبيعية والأوبئة، ومن أهم التحديات التي تواجهها هذه الصناعة الحيوية بالنسبة لاقتصادات الكثير من الدول في الوقت الراهن، وذلك لما يتسببه من كوارث وأزمات سياحية، ولما يتركه من آثار مدمرة عليها، ولما يعكسه (أي الإرهاب) من تهديد مباشر وغير مباشر لمسيرة التنمية السياحية المستدامة. فالإرهابيون يحاولون ويسعون في جهودهم ومحاولاتهم إصابة السياحة في مقتل، وشلها من خلال استهداف أماكن تجمع وتمركز الزوار الأبرياء ومجاميع السياح الوافدة إلى الوجهة السياحية من مختلف بلدان العالم، مثل المواقع الأثرية والمولات والأسواق الشعبية التراثية وشبكات ميترو الأنفاق ومحطات تجمع الحافلات ومنشآت الايواء واطعام الضيوف والمعالم السياحية البارزة وغيرها، مثل سلسلة التفجيرات في سكك حديد مومباي في 11 تموز 2005 الناجمة عن قنابل في أوعية ضغط على متن القطارات على الخط الغربي لشبكة سكك حديد الضواحي وقتل فيها (209) شخصا، والهجمات الإرهابية على مراكز تجارة المجوهرات في مومباي الهندية في تموز 2011، والانفجار الذي وقع في أحد فنادق بيشاور الباكستانية في حزيران 2011 وقبله أيضا الهجوم على فندق بيرل كونتيننتال الفاخر حزيران 2009، وعملية اختطاف الأجانب من فندق في همبوري في مالي في شهر تشرين الثاني 2011، وتفجير ثلاث قنابل داخل أو بالقرب من النوادي الليلية الشهيرة وخارج القنصلية الأمريكية في (دينباسار) الإندونيسية في 12 تشرين الأول 2002 وراح ضحيتها (202) شخصا، والانفجارات في فندقي ريتز كارلتون وماريوت في جاكارتا الإندونيسية في تموز 2009، والهجمات التي استهدفت فندقي تاج محل وأوبروي ترايدنت وغيرهما في مومباي الهندية في تشرين الثاني 2008.
كما تخطف خفافيش الموت هؤلاء السياح الأبرياء (أهداف استراتيجية وتكتيكية) في الجزر النائية ومناطق الجبال الواسعة وفي عمق الغابات وداخل الصحراء البعيدة والمناطق النائية على الحدود الدولية، ويحجزونهم كرهائن للحصول على تغطية إعلامية دولية (وصلت أخبار هجوم دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ عام 1972 إلى 800 مليون شخص من كافة أنحاء العالم)، وبغية الحصول على مبالغ نقدية أولا، والإساءة إلى سمعة البلد المستقبل ثانيا، والاضرار بمصالحه الوطنية وعلاقاته السياسية والدبلوماسية بغيره من البلدان الصديقة والشقيقة ثالثا. وبما يتنافى مع القوانين والأديان والشرائع والأعراف والتقاليد، مثل عملية اختطاف السياح الأجانب في منطقة المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا في أيلول 2008، وحادث اختطاف سياح من إستونيا قرب زحلة اللبنانية في آذار 2011، وعملية اختطاف نحو (20) سائحا في الصحراء البيضاء المصرية عام 2008 على يد جماعة تسللت من السودان. وخطف سائحة بريطانية وقتل زوجها في غارة على منتجع سياحي ساحلي في شمال كينيا بالقرب من الصومال عام 2011.
الأمر الذي ينعكس سلبا على مجمل الاقتصاد الوطني بكل قطاعاته ونشاطاته على نحو مباشر وغير مباشر، والسياحة المحلية على وجه الخصوص، والتي هي من أهم الأنشطة الاقتصادية في الكثير من الدول، والأداة المعتمدة والوسيلة المعول عليها من قبل الحكومات في تحقيق آمال وطموحات شعوبها في الرفاهية والرخاء، وفي تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لما تمثله من حصيلة الصادرات الخدمية ومساهمتها في توفير العملة الصعبة (النقد الأجنبي)، ودعمها للناتج المحلي الإجمالي، واستيعابها للأيدي العاملة وخلقها لفرص العمل بشكل مباشر وغير مباشر وعلى نحو دائمي ومؤقت، ودورها في معالجة الفقر والحد منه وتأمين الدخول بالنسبة للأفراد والأسر وتحسين مستوى معيشتهم. وبإمكاننا أن نسوق الكثير من الأمثلة على التأثيرات السلبية للإرهاب على السياحة دوليا وأقليميا ووطنيا، وكيفية تسببه بأزمات سياحية مختلفة من حيث حدتها ومدتها وآثارها السلبية، وهي تأثيرات عابرة للحدود بدون شك. مثلا تراجع حجم السياحة الواردة إلى منطقة البحر الكاريبي من الولايات المتحدة الأمريكية إثر أحداث 11 سبتمبر / أيلول 2001 بنسبة (13،5 %) مع فقدان مؤقت لنحو (365000) وظيفة متعلقة بالسياحة في المنطقة. وأيضا تأثر متوسط الانفاق السياحي وفقا لمتوسط مدة الإقامة في الوجهات السياحية المختلفة الواقعة في بعض دول رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (باكستان، سريلانكا، بنغلادش والهند) جراء عدم الاستقرار السياسي والإرهاب خلال الفترة اللاحقة لعام 1995، أما الهجمات الإرهابية التي شهدتها مومباي خلال الفترة 26 – 29 تشرين الثاني 2009، واستهدفت في معظمها فنادق ومقاه شهيرة فقد أوقعت بالسياحة خسائر كبيرة، ففرضت إجراءات صارمة على النشاطات والفعاليات السياحية مع الغاء مهرجان (إليفانتا) الشهر لمدة تسع سنوات متتالية. أما هجمات (أمارناث ياترا) والتمردات والاضطرابات السياسية في جامو وكشمير في الهند فقد أسفرت عن حصول ركود في عدد الزيارات السياحية فيها خلال الفترة 2001 – 2003 مع تسجيل تراجع ملحوظ خلال الفترة 2006 – 2008.
و يعزى تأثر السياحة السريع والواضح بالإرهاب إلى أهمية هذه الصناعة على النطاق الدولي والوطني للكثير من الدول، وعلاقتها الترابطية التبادلية مع الكثير من القطاعات والنشاطات الحيوية داخل الاقتصاد الواحد من جهة، وحساسيتها تجاه الأحداث والتغيرات الأمنية وغيرها من جهة ثانية، الأمر الذي يستوجب معه دراسة الموضوع من كل جوانبه وعلى نحو جدي وشامل، وتعزيز أمن السياح والمنشآت والمرافق السياحية بمختلف أنواعها وعلى كل المستويات.
أما هذا الكتاب المتواضع فيتضمن إشارات وملاحظات حول أهم الأحداث الإرهابية التي شهدتها صناعة السياحة والسفر على مستوى العالم وبعض الدول في الأعوام الأخيرة، وهو محاولة لتوضيح أثر الإرهاب على هذه الصناعة وتداعياته الخطيرة، آملا أن أكون قد وفقت من خلاله في تناول ومعالجة هذا الموضوع الحيوي في الوقت الراهن.. والله هو الموفق.
و تضمن الكتاب ما يلي: (الإرهاب لغويا، تعريف الإرهاب، الإرهاب وتأثيره على السياحة، الإرهاب والأزمات السياحية، لماذا استهداف السياحة ؟، دراسة حالات، عمليات أستهدف فيها السياح، ندوات ومؤتمرات حول السياحة والإرهاب، قيل عن السياحة والإرهاب، الملاحق: قائمة بأهم العمليات التي أستهدف فيها السياح في اليمن، قائمة بأهم العمليات التي أستهدف فيها السياح في مصر، الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب).
علما سبق للباحث وأن أصدر مجموعة كتب في السياحة والفندقة، وتشمل (المغريات السياحية 2006، السياحة: أسس ومبادىء 2006، المدخل إلى الفندقة 2006، المرشد إلى مصادر البحث السياحي 2010، قاموس السياحة عربي – كردي 2010، المنتجات الحرفية السياحية 2010، التشريعات السياحية في البلاد العربية 2010، السياحة الإلكترونية 2010، المفكرة السياحية 2011، السياحة والبيئة: مقالات 2011، السياحة والأزمات السياسية: دراسة حالات 2011، السياحة والإرهاب 2011، السياحة الصحية 2011، السياحة في زمن الأزمات 2011، ببلوغرافيا الرسائل والأطاريح الجامعية في السياحة والفندقة 2012، مقالات في السياحة 2012، في رحاب السياحة: مقالات 2012، السياحة والتلوث: مقالات 2013، مقالات في السياحة الرياضية 2013، ببلوغرافيا الكتب الصادرة باللغة الإنكليزية حول السياحة الايكولوجية 2013، محطات سياحية 2015، آفاق سياحية 2017).







