أوركسترا
تاريخ الهجرة الى استراليا بلد الحرية والامان
واول المهاجرين اليها
هل تعلم أن الهجرة إلى استراليا بدأت في بداية 1800 وأن التعددية الثقافية أصبحت سياسة فدرالية مطلع 1970؟
قد لا يعرف الكثيرون أن الهجرة في استراليا بدأت مطلع القرن التاسع عشر مع بداية ما عرف بطفرة الذهب gold rush اذ استقطبت مناجم الذهب الأسترالية مهاجرين من كافة أنحاء العالم كان أغلبهم من الصين.
وفي الآونة الأخيرة استخدم رئيس الوزراء السابق مالكوم تيرنبول عبارة شهيرة هي أن أستراليا أنجح دولة متعددة الثقافات في العالم ولهذا السبب سنقوم بجولة عبر التاريخ لنتعرف أكثر على تاريخ الهجرة في أستراليا!
البداية من الوقت الحاضر اذ أظهر آخر تعداد سكاني أن 26% من الأستراليين ولدوا خارج استراليا وهي أعلى نسبة في العالم اذ يشكل النيوزيلانديون المولدون خارج نيوزيلاندة 23% من السكان والكنديون المولدون في الخارج 22%.
أمّا اذا عدنا بالتاريخ لعام 1945 عندما أسست الحكومة الفدرالية وزارةً للهجرة فعدد المهاجرين الذين استقروا في البلاد منذ حينها هو سبعة ملايين مهاجر. واليوم يشكل عدد الأستراليين المولودين في الخارج أو الذين ولد احد والديهما في الخارج حوالي نصف تعداد السكان.
واليوم أغلب المهاجرين الأستراليين ولدوا في انكلترا اذ يشكل هؤلاء نسبة 5% من سكان البلاد. أمّأ الأستراليون المولدون في نيوزيلاندة فنسبة هؤلاء 2.5% والصينيون 2.3% والهنود 2.1%.
ومن الجدير بالذكر أن سياسة أستراليا المتعددة الثقافات بدأت عام 1970 مع الغاء الحكومة آنذاك لسياسة استراليا البيضاء والتي كانت تقبل المهاجرين من الدول الأوروبية فقط.
وقبل الاستيطان الأوروبي في استراليا من أين اتى المهاجرون؟
بحسب أرقام وزارة الهجرة الرسمية قدم المهاجرون من جنوب شرق آسيا إلى استراليا منذ حوالي 40 ألف عام في وقت قدرت فيه الأرقام الرسمية اليوم تعداد سكان أستراليا الأصليين بين 300 ألف و مليون ونصف أسترالي من السكان الأصليين.
واليوم يشكل السكان الأصليون نسبة 2.8% من مجمل تعداد سكان استراليا والذي وصل إلى 24 مليون نسمة عام 2016.
وماذا عن موسم الهجرة الحديثة؟ متى بدأ؟
بدأ موسم ما يعرف بالهجرة الحديثة إلى استراليا مع قدوم أول اسطول بريطاني محمل بالسجناء المنفيين عام 1788 إلى ولاية نيو ساوث وايلز وكان اغلب هؤلاء من انكلترا وايرلندا.
وفي عام 1851 بدأت طفرة الذهب التي استقدمت حوالي 600 ألف مهاجر من أوروبا والصين.
ويشار إلى أنّ هذه الفترة الزمنية أي بين الأعوام 1851 و 1860 شهدت ازدياد مشاعر العنصرية والكراهية تجاه المهاجرين الصينيين المشاعر التي أدت إلى قيام مظاهرات واحتجاجات ضد الصينيين ووضع حظر على هجرتهم إلى البلاد.
وفي عام 1840 هاجر إلى استراليا 30 ألف ايرلندي بعد ان شهدت ايرلندا مجاعة واسعة. الايرلنديون استقروا في الأرياف الأمر الذي دعا الحكومة حينها لاستقدام 2000 جمّل من افغانستان والهند للمساعدة على نقل البضائع والمعدات للريف.
وفي نهاية القرن التاسع عشر هاجر إلى استراليا حوالي 50 ألف مهاجر من Vanuatu و جزر Solomon للعمل في المصانع الحديثة الانشاء.
وفي عام 1901 ومع اعلان الفدرالية في أستراليا كان عدد سكان البلاد ثلاثة ملايين شخص كان معظمهم من المهاجرين الأوروبيين الأمر الذي عكسه اول برلمان فدرالي في البلاد.
عام 1901 اصدر البرلمان قانون The Immigration Restriction Act 1901 الذي يعرف بسياسة استراليا البيضاء والذي حدد الدول التي تستقبل استراليا منها المهاجرين. وفي ذلك الوقت اضطر المهاجرون من أصول صينية وسورية (بلاد الشام) والهند للتقدم والحصول على اعفاء يسمح لهم بالعودة اذا غادروا البلاد.
وفي عام 1920 بدأ الايطاليون واليونانيون بالوصول إلى استراليا وازدادت أعداد المهاجرين من ايطاليا واليونان عام 1929 بعد الركود الاقتصادي العظيم.
أمّا عام 1948 ومع اقرار البرلمان قانون الجنسية ومنح المهاجرين حق الحصول عليها استقبلت استراليا مهاجرين من ثلاثين دولة أوروبية منها النمسا والمانيا الغربية وبلجيكا واسبانيا وكانت اكبر نسبة من المهاجرين من اصول ايطالية ويونانية.
العام 1973 يشكل نقلة نوعية في تاريخ الهجرة في أستراليا اذ ألغت في ذلك العام حكومة غوف ويتلام العمالية سياسة استراليا البيضاء وسمحت للمهاجرين من كافة الدول بالقدوم إلى استراليا والحصول على الجنسية.
وفي عام 1975 أقر البرلمان الأسترالي قانون حظر التمييز العنصري.
the end of an era
وفي سبعينات القرن الماضي شهدت استراليا هجرة أعداد كبيرة من اللبنانيين والقبرصيين بعد اندلاع الحروب الاهلية في الشرق الأوسط ومن ثم بدأ الإندونيسيين بالقدوم إلى أستراليا وكان عددهم حينها 80000 لاجئ.
ومنذ مطلع التسعينات بدأ طالبو اللجوء من سيريلانكا بالقدوم إلى استراليا الأمر الذي أدى إلى استخدام مصطلح لاجئو القوارب منذ حينها. وبدأت أستراليا في هذه الفترة استخدام مراكز احتجاز الواصلين بطريقة غير شرعية في مراكز خارج الأراضي الأسترالية.
وفترة التسعينات التي شهدت تشدداً ازاء لاجئي القوارب شهدت ايضاً فتح استراليا ابوابها بشكل اكبر أمام المهاجرين الشرعيين اذ استقبلت البلاد حينها 190 ألف قادم جديد بتأشيرات دائمة.
واللافت أن سياسة استراليا الخاصة بالهجرة لم تتغير كثيراً في السنوات الأخيرة اذ أعلنت البلاد عام 2001 في عهد رئيس الوزراء الأسبق جون هاوارد عن ما يعرف بـ Pacific Solution والذي يقضي بإعادة القوارب واحتجاز من على متنها خارج أستراليا.
وفي عام 2015 أعلنت حكومة طوني آبوت عن برنامج انساني خاص باستقبال 12 ألف لاجئ من سوريا والعراق بعد ان وصلت الحرب السورية إلى اسوأ مراحلها.
***
خليل ابراهيم الحلي