تقارير وتحقيقات
دليلة حياوي: أساتذة أكاديميون ونقاد عراقيون وعرب يحلّقون عميقاً في أشجار سعد ياسين يوسف..
دليلة حياوي: أساتذة أكاديميون ونقاد عراقيون وعرب يحلّقون عميقاً في أشجار سعد ياسين يوسف..
توّج صالون جنان أركانة متعدد اللغات جلسته المئة بالاحتفاء بالمنجز الشعري الجديد للشاعر العراقي سعد ياسين يوسف (الأشجار تحلّق عميقا) بمشاركة نخبة من النقاد الأكاديميين والمثقفين من العراق، فلسطين، المغرب، الجزائر، أمريكا، ألمانيا، كندا، نيوزلندا، بريطانيا والسويد .
وأفتتح الصالون جلسته التي أدارتها الشاعرة المغربية ورئيسة الصالون الأستاذة دليلة حياوي بالتعبير عن سعادتها لتضييف (شاعر الأشجار) هذا اللقب المستحق الذي سبقها في إطلاقة العديد من النقاد وقالت: إن رمز الشجرة عند الشاعر سعد ياسين يوسف وفي قاموسه هي الحياة ورديفة للوطن وللقيم النبيلة والحبيبة والأسرة وهي الأم الرؤوم التي تزدهي بألوانها شعراً وتتمايل لسعد حروفه انتشاءً، وتئن الأشجار إذا ما خالط صفاء روحه حزن أو ألم لتغدق عليه من أوراقها فيكتب الشعر ويحلّي العالم بحلي موشاة يجتبي منها كلّ مهتم ومتأملٍ لمأساة الوجود المعاني العميقة.
استعرضت بعدها مديرة الصالون محطات مضيئة من السيرة الإبداعية للشاعر وما حققه على الصعيد العراقي والعربي من خلال احتفاء المدن والعواصم العربية بمنجزة مشيرة إلى إدراج سيرته ومنجزه في الموسوعات العراقية والعربية والتي كانت آخرها في الصيف الماضي حيث أدرجت سيرته مرفقة بنماذج من أشعاره بين دفتي الموسوعة الرقمية الثالثة خلال 2021 لصالون جنان أركانة، وهي الموسوعة التي يصدرها الناشرون الإيطاليون وتهتم بالمنجز الإبداعي للشعراء من البوسنة والهرسك، مقدونيا، إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، شيلي، كندا، استراليا، سويسرا، المغرب وإيطاليا .
قدمت بعد ذلك أ. د. فطنة بن ضالي أستاذة الأدب العربي والبلاغة في جامعة القاضي عياض في مراكش قراءتها النقدية والتي قالت فيها : إن أول ما يسترعي انتباه القارئ لمجموعة "الأشجار تحلق عميقا" للشاعر العراقي الدكتور سعد ياسين يوسف هو هذا العنوان، ويليه النصّ المفتتح المقتبس من كتاب " شجرة الكون" لمحيي الدين بن عربي والذي جاء فيه " إني نظرت إلى الكون وتكوينه، وإلى المكنون وتكوينه، فرأيت الكون شجرة"، فهو عتبة أخرى مؤطرة للديوان بعد العنوان، ففيه - على حد تعبير د. صبري محمد خليل : " تشبيه يُرجع أصل الكون إلى شجرة كبرى أصلها حبة "كن الإلهية "، والتي نشأ عنها التعدد والاختلاف في الأغصان وفي الثمار ...فكذلك البشر متباينون في مراتبهم ودرجاتهم مختلفون، وأصل نورها من حبة كن قد لقحت كاف الكونية بلقاح حبة ( نحن خلقناكم )، فانعقد من ذلك البزر ثمرة (إنا كل شئ خلقناه بقدر) .
فالشجرة مبجلة وموقرة في جلّ الشرائع السماوية والمعتقدات حيث ترمز إلى التبرعم والاتحاد بين الإنسان والطبيعة، وما دام الرمز كما يُعرّفه النقاد : " يعني كل ما يمكن أن يحل محل شئ آخر للدلالة عليه، سواء تم ذلك عن طريق المطابقة التامة أو عن طريق الإيحاء، وذلك لوجود علاقة عرضية أو علاقة متعارف عليها بين الشيئين، فإن الشاعر استعمل "الأشجار" بكلّ حمولاتها التشبيهية و الإيحائية والرمزية للدلالة على الإنسان، ولذلك كانت "الأشجار الإنسان" بؤرة تعبير انتظام ديوان "الأشجار تحلق عميقا" ومن ثم فلكلِّ شاعر أسلوبه ولغته ينتقي ألفاظها وجملها ومعانيها وأدواتها، وهي رهينة في هذا الانتقاء بمعارفه ولغته الطبيعية وبتجربته الإبداعية ورحلته العاطفية، بين الحزن والفرح، أو غيرها. مما يعطي لشعره حرارة صدق التجربة التي تجعل المتلقي يحس نفس الإحساس . ذلك أن حرارة صدق التجربة الشعرية لا تنبع فقط من معالجتها لقضية يؤمن بها الشاعر ولكن تأتي أيضا من اختيار أدوات التعبير الملائمة، وصياغتها صياغة متميزة، تحقق للشاعر الرؤية الفنية والرؤيا الشعرية، التي يقول عنها غالي شكري:
" فرؤيا الشاعر ليست هي المحتوى السياسي أو المضمون الاجتماعي أو الدلالة الفكرية، إنها تنحت خصائصها من جماع التجربة الإنسانية التي يعيشها الشاعر في عالمنا المعاصر بتكوينه الثقافي والسيكولوجي والاجتماعي، وخبراته الجمالية في الخلق والتذوق، ومعدل تجاوبه ورفضه للمجتمع، وطبيعة العلاقة مع أسرار الكون ".
وشاعرنا الدكتور سعد ياسين يوسف شاعر حداثي بما تنم عنه تجربته الإبداعية؛ إذ جاءت قصائده متميزة بأسلوبها ومقوماتها الشعرية .
قدم بعد أ .د . محمد عبد الرضا شياع أستاذ الأدب المقارن وتحليل النصّ والمقيم في سان دييغو في كاليفورنيا رؤيته النقدية عن المجموعة مؤكداً أن الشاعر سعد ياسين يوسف ينشدهُ بلغة التراب الذي يبلهُ الماء، فيغدو لوحاً لا يغادر صمته إلا بعود استلَّ من قلب شجرة به يرسم الإنسان تشوفاته ورؤاه، وهو يبتعد عن الصور الساكنة في ابتناء دوال القصيدة المتحركة نحو أعماق الروح والأرض في آن، فالحلم شجرة أيضا بها يكتمل الإنسان وهو يؤدي طقوسه الساحرة .
وقال إنَّ عنوان ديوان الأشجار تحلق عميقا ً هو هوية الشاعر الشعرية والإنسانية .. بها نحقب عميقا فنعيد معاينة الإدراك ونحن نبحث عن قبس نوقد به نار إدراكنا لتراب الأرض الذي بذر فيه الشاعر سعد ياسين يوسف حبات أشجاره الشعرية لتنمو بين أيدينا دلالات لعلَّ الروح تركن إليها شعوراً بالسكينة التي تمنحه إيقاعات الكلام متنسمين في عطر أور عنوان القصيدة الأولى:
"من طينهِ الفراتِ
قُدَّ قلبُهُ، قارورةً من أور
... هذا الّذي هفا للضفّةِ الأخرى
بصدرهِ المسكونِ بالنُّورِ
أجنحةً ما صَدَّها انهمارُ نيرانِكَ
الّتي أضحى بها مسلةً،
زقورةً....."
نجدنا هنا في التربة التي غرس فيها أشجاره الأولى الشاعر أو العراق سيان ولا أخالها إلا شجرة الحروف التي خبأها ابن عربي في جلباب أشجار الله لينثرها العراقيون الأوائل كلمات مسمارية في ألواح الطين يلملم فيها الشاعر خيالنا المبعثر مرسوماً بضوء الدم وعيا بمأساة الوطن."
" كم من الدَّمِ
يلزمُ هذهِ الأرضَ
لتَغسِلَ عَتَمةَ الحزن ِ
عن وجهِها،
ظلامَ ألفِ عامٍ وعام...؟!!"
إنَّنا بإشجار سعد ياسين يوسف نحلّق عميقا ممسوسين بوجع الأرض واحتراقاتها، أليس في العمق تكمن الروح وصلواتنا التي كتبها الربّ المتعالي حيث في كلّ سجود نرتقي صوب سدرة المنتهى مؤكداً أنَّ الشجرة رافقت الأنسان منذ النطفة الأولى فكانت ظلاً له ثم معنى حياة .
وقدم الأستاذ الدكتور عبد العزيز أبايا (المغرب) قراءة نقدية جاء فيها: يعد الشاعر سعد ياسين يوسف قامة شعرية وفكرية غنية عن التعريف وأنَّ القراءة النقدية لهذا الشاعر المبدع تحتاج إلى وقت أطول وتأمل أعمق لفلسفته الإبداعية التي لا يمكن أن تكتمل إلا باكتمال نظرتي إلى مشروعه الإبداعي . وقال : بما أن ابن عربي منح الشجرة بعدها الكوني والوجودي فإن الشاعر سعد ياسين جعل الشجرة هي الوطن والحبيبة والعائلة والأرض وقيم الكرامة والحرية والحبّ مشدداً على أن العنوان يشكل الرؤية العميقة والتي من خلالها تتحدد الدلالات العميقة لأي نصّ مما يشكل عنصراً بنيوياً يمنح النصوص كينونتها التي تسهل الولوج إلى حضرة القصائد وليكون مفتاح المجموعة وبابها وهذا ما كان في الأشجار تحلّق عميقاً ..مشدداً على أن عنوان المجموعة يتمتع بطاقة توجيهية هائلة فهو يهيمن على النصّ ويوجهه فلسفياً وفكرياً لذالك فقد أنتجت العنونة معنى خاصاً بها حيث ظلت تنسج داخل المجموعة كماً كبيراً من المعاني والدلالات التي تتناسل اعتمادا على التوليد والتأويل سيّما وأن علاقة الشاعر مع الأشجار هي علاقة وجودية فبها يحيى وبها يكون وقد أحالها إلى كائنات أنسية مقدسة، وإذا نظرنا إلى فلسفة الشاعر إزاء الشجرة - باعتبارها أصل الحياة- وأنسنته لها كما في دواوينه السابقة نجده قد جعل منها صوراً ناطقة لمحكياتنا بآلامنا اليومية التي نحملها بين صدورنا، بانتكاساتنا، وبأفراحنا .
وقال مايميز لغة الشاعر نَفَسهُ العالي وثقافته الواسعه ويتجلى هذا في مجموعته الشعرية هذه مثلما يتميز بعمق شعره بمجمله الذي يتغلغل في عمق المتلقي ليخلق دهشة وصدمة ينتج عنها تحريك ذهن القاريء وتفاعله معه ليجد القارئ نفسه في مواجهة عصارة أفكار وفلسلفات ليترك كلّ ذلك طعماً خاصاً لدى المتلقي سيما وأن الشاعر سعد ياسين يوسف يجمع بين الشعر والفن والبحث الأكاديمي والنقد وكم هو جميل أن يجتمع كلّ ذلك في المبدع بنفس الوقت .
وأستطرد قائلا ً: تتنوع المفارقات وتتعدد في المجموعة من المفارقة اللفظية وإلى أعلاها وهي مفارقة المواقف ليشكل هذا المعطى الجمالي جمالية المفارقة وهي من أحلى لحظات استمتاع المتلقي حيث الدهشة والصدمة التي تستولي على القارئ أو المستمع من أول وهله، ولذلك أمكن القول:
إنَّ الشاعر سعد ياسين يوسف شاعر مجرب وخبير بحبك المصائد التي تُفقد المتلقي توازنه ليصرعه من أول قصيدة .
وقال أ. د. فرحان الحربي أستاذ الأدب الحديث في جامعة بابل في مداخلته لقد شدتني نصوص المجموعة ودخلتُ في عوالمها لتدفعني لقراءة وتقصي موضوعة التشيؤو من معطى القراءة التكوينية . وأضاف في مداخلته لقد ربطت العنونة بعمق النصوص فوجدت لها ارتباطا بنص اعتبرته بؤرة المجموعة إلا وهو نصّ (أوراق من شجرة التحرير) التي أعتبرُها بؤرة المجموعة التي جرت فيما بعدها بمتوالية شعرية في عوالم استدعائية للنصوص .
إن قضية التحليق عميقاً لا ترتبط بالمفارقة اللغوية فحسب إنما تمثل رؤية تتعلق بقضية الشهادة التي تنتمي إلى عمق الأرض وهنا يأتي التداعي بعد الاستبدال ليعطي المعنى قيمتين في الوقت ذاته . فالموت الذي يعني تحليق الروح سماويا في عالم الملكوت وفي الوقت ذاته الموت المادي الأرضي للجسد وهذا ليس تحييداً للجسد وإنما تجسيد لانتماء الجسد إلى الأرض في ركنه المادي , ومن هنا نقرأ التحليق عميقا على أنه فعل الشهادة والارتباط بالأرض .
أما في قضية التشيؤ التي من الممكن أن تكون محوراً في دراسة المجموعة مستقبلا فالتشيؤ في نظري يشكل نمطاً خارجياً للأفعال يسمح بتغيير انتقالي للحوادث الإنسانية والاجتماعية ففكرة التشيؤ تهييء لفكرة الاضمحلال للطابع الشخصي بمقابل التعميم .
لقد وجدت مواطن عدة يتمثل بها هذا التشيؤ، فحينما (يُقدُّ القلب من قارورة) فهذا تشيؤ، وبعد ذلك (يضحي مسلة وزقورة) أذن هذا تشيؤ لكنه عند سعد ياسين ليس اضمحلالا بل هو انتماء . وثمة مقطع آخر في قصيدة أوراق من شجرة التحرير التي عددتها البؤرة يقول سعد ياسين يوسف : " لكلٍّ جنَّتُهُ قالها ذلكَ اللّصُّ "المسلفن" وهو يضعُ حباتِ العنبِ بفمِ خليلتهِ العاريةِ في حديقةِ بيتهِ ""
"المسلفن" كلمة تشير إلى التغليف وإخفاء ما لا يظهر من الخارج وتصدر بشكل مجاني فهذا اللص مسلفن أذن هو متشيء ...وهناك شاهد آخر من شعره في (شجرة التحليق) حينما قال: "
"رفيفُ الأجنحةِ الَّتي حملتْنا ما زالَ.....
يحملُ طيفَ الأغاني الَّتي توقفتْ
غداةَ أشعلَ الغزاةُ الحرائقَ
في حقولِ الرِّيشِ الممتدّةِ
فوقَ ذراعينا لتُنبتَ فوقَها
مرايا الدُّخَانِ ."
" هنا يصبح الإنسان والأحلام وخصوصا المواطن العراقي مجرد ريش يحرقه الغزاة وهذا تشيؤ يعكس قدرة ومكنة الشاعر المبدع سعد ياسين يوسف في بناء وإعادة تكوين صوره الشعرية وفق مفهوم التشيؤ.
وقال الأستاذ الدكتور أحمد حسون حمادي (ألمانيا): إنَّ مجموعة سعد ياسين يوسف تحلّق عميقا وعاليا في فضاءات الإبداع وهنا أقول ما قاله مالارميه : إنَّ الشعر لا يكتب بالأفكار بل بالكلمات وقبله قال الجاحظ المعاني مطروحة على الطريق يعرفها العربي والأعجمي والبدوي والقروي وإنما الشعر في إقامة الوزن وتخيير اللفظ وسهولة المخرج وصحة الطبع وكثرة الماء وجودة السبك وإنما الشعر صياغة وضرب من النسج وجنس من التصوير ..
اليوم وجدت في هذا الشعر كثرة من الماء بل خضرة تحلق في الماء وأشير إلى قضية مهمة فأنا أعتقد أن د . سعد ياسين يوسف في هذا الديوان الذي اعتبرهُ عملاً متكاملاً، ليس بقصائد محدده بل بكليته، لأن الديوان عبارة عن قصيدة واحدة كبيرة تعبّر عن شجرة العراق سيّما وأنَّ الشجن سمة بارزة في الشعر العراقي وهو الأساس في الشعرية العراقية بل هو الماء وهنا يتجسد هذا الشجن كما يتجسد كذلك حينما نقرأ للسياب، ويكفي أن تطلعوا على شجرة الأغاني في مجموعة سعد ياسين يوسف هذه لتعرفوا كيف أنَّ الشجن العراقي ممثلا بكامله في شجرة الأغاني وبالتالي نحن أمام عمل يزخر بكمية هائلة من الأبهار معرفيا وجماليا .
القضية الأخرى التي أشار لها د . أحمد حمادي، هي قضية الوطن حينما قال إن َّ العراق منذ سقوط بغداد على يد هولاكو تم مسح هويته حتى في زمن الهيمنة العثمانية كنا بلد المدن الثلاث، لم نكن عراقاً ..ولذا كانت مشكلة العراقيين استعادة الاسم مع نشوء الدولة العراقية ولذلك ظلت هذه القضية طاغية تجد الوطن نسغاً في جسد القصيدة. وحول تمركز قصائد الشاعر سعد ياسين يوسف حول رمز الشجرة قال:
إنَّ كلّ شاعر لابد أن يجد له في ظل تعدد الشعريات معادلاً موضوعياً أو ثيمة خاصة وحتى أهل الأنساق الخاصة يقولون إن َّ النسق هو المؤلف الأول ولكنَّ النسق لا يختار إلا المبدعين لذلك وجدنا سعد ياسين يوسف مبدعاً في هذه المنطقة وله بصمته الخاصة وحسه ونسقه فعندما نقرأ مجاميعه نجد هذه الشجرة تشتغل بطريقة ذكية ومختلفة وأن مجموعته فيها من عمق المعاني ما يتيح قراءات كثيرة تنفتح فيها على معان ودلالات عميقة بدءاً من العنوان الذي من الممكن أن يحيلنا إلى معاني كثيرة (الأشجار تحلّق عميقا) ذلك أن الذات العراقية مهجوسة بالماضي تبحث عنه لتكشف عن نفسها في ذلك الجذر ولذلك فهي تحلق في الأعماق .
وأختتم الدكتور أحمد حمادي مداخلته بالقول: لقد شهدنا اليوم إعجازاً ابداعياً في هذه المجموعة ,مباركاً للصالون والشاعر سعد ياسين يوسف هذا الإنجاز .
وهنأ أ. د. سعد التميمي أستاذ النقد الحديث في الجامعة المستنصرية الصالون والأساتذة الذين قدموا قراءاتهم النقدية الرائعة للمجموعة وقال: إنَّ النصّ الجميل يولّد نقداً جميلاً وقراءات مختلفة مؤكداً أنَّ أي شاعر إذا أوقف نفسه على ثيمة معينة فإنه سيحتاج إلى جهد مضاعف حتى لا يكرر نفسه ويشكل له ذلك تحدياً لكنَّ الدكتور الشاعر سعد ياسين يوسف الذي اختار في ستِ من مجاميعه الشعرية ثيمة الأشجار قد نجح في هذا التحدي الكبير لأنه خلق لنا معجما ً من هذه المجاميع بدلالات متعددة وكبيرة وهذا هو الشعر فالمفارقة والانزياحات تعطي الشاعر قوة تفجير المفردة بدلالات كبيرة .
وقدم الشاعر د . سعد ياسين يوسف قراءات لعدد من قصائد المجموعة تخللت القراءات النقدية فيما قدم الصالون قصيدة متلفزة بعنوان (سحر أحمر) وهي للشاعر المحتفى به كتبها عام 2011 عند زيارته لمراكش التي فجعت آنذاك بتفجير مقهى أرگانة من قبل قوى الإرهاب تغنى بها الشاعر بأصالة هذه المدينة وساحتها وطيبة أهلها معرباً عن تضامنه معهم .
كتبت دليلة حياوي (روما)