تقارير وتحقيقات
الشاعرة والأكاديمية الأمريكية لويز غلوك الفائزة بنوبل للآداب لعام 2020
ترجمة: الدكتور صالح الرزوق
فازت الشاعرة الأمريكية لويز غلوك بجائزة نوبل للآداب في 8 اشرين الأول/ أكتوبر عام 2020، وهو اختيار غير متوقع لكاتبة معروفة بمواضيع الطفولة والحياة الأسرية التي تستمد الإلهام من الأساطير والزخارف الكلاسيكية.
وقالت الأكاديمية إن البروفيسورة غلوك، 77 عامًا، تم تكريمها "لصوتها الشعري الذي لا لبس فيه، الذي يجعل الوجود الفردي عالميًا مع الجمال المُتقشف".
فازت البروفيسورة غلوك بجائزة بوليتزر في عام 1993 عن مجموعتها "النرجسة البرية" وجائزة الكتاب الوطني عن مجموعتها الأخيرة "ليلة المؤمنة الفاضلة" في عام 2014.
وقال السكرتير الدائم للأكاديمية ماتس مالم إنه تحدث إلى البروفيسور جلوك قبل إعلانه العام .
وقال السيد مالم للصحفيين "إن الإعلان جاء مفاجأة، ولكنها مفاجأة مرحب بها على حد ما أستطيع أن أقول” .
لم تكن البروفيسورة غلوك هي المتوقعة لجائزة نوبل في الفترة التي سبقت الإعلان يوم الخميس - على الرغم من أن الاحتمالات اتسعت قبل إعلان يوم الخميس.
وأعرب رئيس لجنة نوبل في الأكاديمية، أندرس أولسون، عن أسفه لأن غلوك لم تكن معروفة أكثر"على الأقل خارج حدود الولايات المتحدة"، ولم تترجم إلى العديد من اللغات الأخرى.
وهي رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل للآداب في العقد الماضي - بعد أولغا توكارتشوك، سفيتلانا أليكسيفيتش وأليس مونرو - والسادسة عشرة فقط منذ منح جوائز نوبل لأول مرة في عام 1901.
وقالت الأكاديمية في استشهادها بالجائزة إن لويز غلوك، أستاذة اللغة الإنجليزية في جامعة ييل "تسعى إلى العالمية، ولتحقيق ذلك فإنها تستلهم الأساطير والزخارف الكلاسيكية، وهي موجودة في معظم أعمالها، وأصوات ديدو، بويرسيفون، ويورديس - المهجورة، والمعاقبة، والمغدور بها - هي أقنعة لذات تمر بتحولات، وهي أصوات شخصية شخصية بقدر ما هي عالمية أيضا".
وقالت هيئة المحلفين إن مجموعتيها "انتصار أخيل" (1985) و"أرارات" (1990) تتناولان "صورًا مباشرة بشكل شبه وحشي للعلاقات الأسرية المؤلمة"، مشيرة إلى أن استخدامها لـ "لهجة طبيعية خادعة لافت للنظر"، مع "عدم وجود أي أثر للزخرفة الشعرية".
البروفيسورة غلوك هي أيضا شاعرة التغيير الجذري والانبعاث، وقد وصفت في قصيدتها "قطرات الثلج" عودة معجزة الحياة بعد فصل الشتاء، وغالبا ما تتميز أعمالها بـ "الفكاهة والطرافة الحادة".
وقالت لجنة التحكيم إن مجموعتها "أفيرنو" الصادرة عام 2006 كانت "مجموعة بارعة، وتقدم تفسيرا رؤيويًا لأسطورة نزول بيرسيفوني إلى الجحيم ووقوعها بأسر أسر هاديس، إله الموت. وهي تكتب شعراً روائياً متسلسلا يعيد للذهن الذكريات والأسفار، ويتوقف ليقدم رؤى جديدة. وعالمها مترابط، فقط ليتحول لحاضر بطريقة سحرية مرة أخرى".
وفي العام الماضي، أعطت الأكاديمية السويدية الجائزة إلى الروائي النمساوي بيتر هاندكه الذي أطلق العنان لسيل من النقد، حيث تساءل الكثيرون كيف يمكن أن تمنح الجائزة لكاتب معروف بدعمه للزعيم الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش شيطان حروب البلقان وكأنك توافق على فظائع جيشه.
ودافعت الأكاديمية عن هذا الاختيار باعتبار أنه يتم على أساس الجدارة الأدبية فقط دون اعتبارات سياسية.
وتأتي جائزة نوبل مع ميدالية ومبلغ قدره 10 ملايين كرونة سويدية (حوالي 1.1 مليون دولار).
ومن المتوقع أن تستلم البروفيسورة غلوك جائزة نوبل من الملك كارل السادس عشر غوستاف في حفل رسمي في استوكهولم في 10 كانون الأول/ديسمبر، وهو تاريخ الذكرى السنوية لوفاة العالم ألفريد نوبل عام 1896 الذي أنشأ الجوائز في وصيته الأخيرة.
إلا أن الحفل الشخصي ألغي هذا العام بسبب وباء الفيروس التاجي واستعيض عنه بمراسم افتراضية سيشارك بها الفائزون من بلدانهم بواسطة الإنترنت..
وفي هذا العام حتى الآن فازت أربع نساء بجوائز نوبل، وهو رقم قياسي بعد عام 2009 حينما بلغ عدد النساء الفائزات خمس نساء.
الأربعة في هذا العام هن، بالإضافة إلى البروفيسورة غلوك، إيمانويل شاربنتييه من فرنسا وجنيفر دودنا من الولايات المتحدة التي حصلت على جائزة الكيمياء يوم الأربعاء بالمناصفة، وأندريا جيز من الولايات المتحدة التي تقاسمت يوم الثلاثاء جائزة الفيزياء مع زميلين من الذكور.
وسيتم الإعلان عن جائزة نوبل للسلام في 9 أكتوبر/تشرين الأول، ومن المقرر الإعلان عن جائزة الاقتصاد في 12 أكتوبر/تشرين الأول.
صحيفة المثقف
9 – 10 – 2020م