حوارات عامة
إيمان أحمد يوسف.. من طفولة الإسكندرية إلى العالمية
 
			مسيرة أديبة تحدّت المجتمع الذكوري ووصلت للقمة"
في إطار سلسلة "نساء رائدات في الوطن العربي"، نسلط الضوء على مسيرة الأديبة المكرمة إيمان أحمد يوسف، التي توّجت مؤخرًا بتكريمها في الدورة 41 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط. من حي الشاطبي بالإسكندرية إلى أرفع المحافل الدولية، تحكي لنا إيمان عن رحلتها الملهمة مع الأدب والإبداع، وكيف كسرت حواجز المجتمع الذكوري محققةً التوازن النادر بين النجاح الأسري والإنجاز المهني. تستعرض الأديبة في هذا الحوار الخاص رؤيتها الثاقبة لدور المرأة كصانعة للحضارة، مستلهمةً سيرة النساء العظيمات في التاريخ الإسلامي، ومؤكدةً أن النجاح سلاح للمقاومة ضد التهميش.
في البداية نود التعرف على الأستاذة إيمان أحمد من حيث المولد والنشأة والتعليم؟
- وُلدتُ في مدينة الإسكندرية بحي الشاطبي، كان الوالد يعمل رئيس قسم في إحدى الشركات الحكومية، ووالدتي ربة منزل حرصت على أن تُغرس فيَّ وفي إخوتي المبادئ السامية والقيم الأصيلة والعادات والتقاليد الراسخة، كانت دائمًا تُحدثنا عن أهمية التقرب إلى الله عز وجل، مؤكدةً أن الدعاء والالتزام بشرع الله هو الطريق الذي يُوصِّل الإنسان إلى كل خير، ومن هذا المنطلق، تشبَّعتُ بقناعةٍ راسخةٍ بأن أحلامي ستتحقق يومًا ما، على الرغم من صغر سني في ذلك الوقت وحداثة تجربتي في معترك الحياة. حصلت على بكالوريس إعلام جامعة القاهرة ودبلوم في العلاقات العامة لقصور الثقافة.
س- حديثنا عن مرحلة الطفولة في حياة الأديبة إيمان أحمد: ما أبرز المواقف التي لا تزال عالقة في ذاكرتك حتى الآن؟
- كان والدي يرغبُ في إنجاب مولوده الأول ذكرًا، ولكن وُلدت أنثى، وهي أنا ’ لذلك كنتُ بالنسبة له مفاجأة ؛ لأنه كان يرغب في ولدٍ يحمل اسم العائلة يَتحمَّلُ المسؤولية، خاصة أن جدي (والد أبي) توفي صغيرًا وترك أبي واثنين من الصبية، وكان لديهما أربع أخوات بنات. فتحمّل الصبية مسؤولية رعاية اخواتهما البنات، وكان هذا هو السبب الرئيسي وراء رغبة والدي الشديدة في إنجاب ذكر، خوفًا من أن يحدث له مكروه ولا يجد من يتحمل مسؤولية العائلة. ولكن أنجب ثلاث بنات، وكنتُ أنا الكُبرى بينهن لذلك، كان عليَّ الاجتهاد منذ الصغر.
ومن المواقف التي لا تزال عالقة في ذاكرتي من مرحلة الطفولة، أنني ذهبت في الفترة الأولى من حياتي إلى بيت جدي (والد والدتي)، كان جدي ميسور الحال، وكان هناك خدم يعتنون بي، حيث اعْتَنَى بي جدي وجدتي وأخوات أمي في جو مليء بالحب، وكنتُ الطفلة المدللة. وبعد فترة، طلب أبي عَوْدَتِي إلى المنزل في سن السادسة لبدء الدراسة في بيت أبي. في تلك اللحظة، شعرتُ بالاغتراب، بسبب اختلاف نمط الحياة عن بيت جدي؛ فكانت أمي توزع المهام المنزلية بيني وبين أخواتي، في حين كنتُ في بيت جدي مدللة، ويقدم لي الخدم كل احتياجاتي، ومنذ ذلك الوقت بدأت أَتَعَلَّمُ تحمل المَسْؤُولِيَّةِ.
س- كيف كان دور الرجل في حياة الشاعرة إيمان أحمد؟ هل كان يمثل لها السند والدعم، أم كان رمزًا للقهر والاستبداد في مسيرتها الشخصية والمهنية؟
- الرجل في حياتي كان يمثل السند والدعم من ناحية، ففي البداية، لم يكن والدي يُشَجِّعُنِي على القراءة والكتابة، رغم أنه كان يمتلك مكتبة عامرة بكتب متنوعة المجالات في المنزل، وكان هو نفسه محبًا للقراءة. لكن عندما لاحظ شغفي بالمعرفة، ووجدني أقرأ مقالات محمد حسنين هيكل في جريدة الأهرام وأَطْلُبُ منه شرحها، بينما لم يهتم إخوتي بذلك، بدأت تَتَشَكَّل بيننا صداقة قائمة على حب المعرفة والقراءة.
أما الزوج، فقد كان زميلًا لي في العمل، وكان زواجنا من نوع زيجات الصالونات. لاحظ زوجي أنني متميزة عن الأخريات. من حيث التريث والعقلانية والنضج الفكري، مما أثار إعجابه بي. في حياتي الزوجية، كنت أَقُومُ بدوري في رعاية المنزل وتربية الأبناء، دون أن أَتَخَلَّى عن هواياتي واهتماماتي الأدبية. هذا ما دفع زوجي لِتَشْجِيعِي ودعمي في استكمال مسيرتي الأدبية والمهنية.
س- حديثينا عن أهم الجوائز التي حصلتي عليها؟
- لقد حَصَلْتُ على جوائز دولية عديدة منها جائزة أكاديمية التميز بالهند ومركز ضمان الجودة الداخلية بكلية أنوار الإسلام العربية للبنات بمونجام بولاية كيرلا بالهند عام ٢.٢. رائدة الإبداع والأدب بمصر ..وَجَوَائِزَ أخرى متعددة من فرنسا - الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي- برئاسة الدكتورة جيهان جادو وذلك في احتفالية عيد المرأة، وقصائدي الفائزة عن المرأة المصرية (أنا بنت مصر المحروسة) وقصيدة (أنا مصرية) وقصيدة (مصرية بتاج الحرية)، وكانت الاحتفالية بحضور الدكتور فاروق الباز العالم الجليل - نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة - وكَوْكَبَةٍ من الأدباء والكتَّاب، وأَيْضًا جائزة من - الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي- بفرنسا في احتفالية أول أبريل يوم اليتيم وقصص الأطفال (حكايات ماما إيمان)، وأَيْضًا جائزة من ألمانيا وجوائز أخرى عالمية وشهادات التقدير والدروع من - الهيئة العامة لقصور الثقافة- واتحاد كتاب مصر والجامعات المصرية وجمعية الكاتبات المصريات ومعرض القاهرة الدولي للكتاب ومعرض الإسكندرية الدولي للكتاب وأَيْضًا من مكتبة الإسكندرية ومعية أصدقاء المكتبة.
س- حديثنا عن شعورك عند فوزك بلقب "الأم المثالية" مرتين، الأولى في عام 2016 من اتحاد نقابات عمال مصر واتحاد نقابات عمال الجيزة، والثانية في عام 2021 من نادي الأوليمبي في الإسكندرية؟
- بكل فخر واعتزاز، أشعر بسعادة غامرة نتيجة تقدير المجتمع لي، وهو ثمرة اجتهادي وقدرتي على تحقيق التوازن بين الحياة العائلية والمهنية. فقد تم تكريمي مرتين بلقب "الأم المثالية" لعام 2016 ممن قِبل اتحاد نقابات عمال مصر واتحاد نقابات الجيزة، والثانية في عام 2021 من نادي الأولمبي في الإسكندرية. ولقد جاء هذا التكريم بسبب انخراطي في دعم وتشجيع المسابقات الأدبية، واكتشاف المواهب الشابة، وتنظيم ورش عمل مخصصة للنشء والمرأة المصرية العظيمة. وكذلك لمشاركتي في توعية المجتمع بأهمية العمل التطوعي، وتعزيز حب القراءة والفنون لما لها من دور في تهذيب النفوس، وبناء الشخصية، وتطوير الذات، وزيادة الثقة بالقدرات الذاتية. إلى جانب إدارة وتنظيم ورش عمل متخصصة للأطفال والنشء، بهدف صقل مهاراتهم وتنمية مواهبهم في بيئة محفزة وإبداعية.
ولقد حاولت جاهدة أن أحقق معادلة النجاح والْحِفَاظِ على منزلي وواتِّزَانِهِ أيضًا، وعى نجاح وتَفَوُّقِ أولادي، حيث تخرجت ابنتي من كلية الهندسة – جامعة الإسكندرية، وابني حصل علي ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية، وزوجي أصبح مديراً للحاسب الآلي بالشركة التي كان يعمل بها.
س- كيف أثر تعليمك في الإعلام والدراسات الإسلامية على كتاباتك وأسلوبك الأدبي؟
- لقد أثرت دراستي على نواحي الفكر والإبداع وتطوير الذات، وكذلك في تعاملي مع الآخرين بوعي وفكر ناضج، حيث درست الفلسفة الإسلامية على يد الدكتور "حمدي زقزوق" رحمه الله، ودرست علم الحديث تحت إشراف الدكتور أحمد عمر هاشم، بالإضافة إلى فقه العبادات وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرها من المناهج المختلفة التي تركت أثرًا عميقًا في كتاباتي وشخصيتي، هذا ما دفعني إلى البحث والكتابة عن مشاركة المرأة في الإسلام في الحياة العامة والسياسية، مُسْتَلْهَمَةً سيرة السيدة خديجة والسيدة عائشة رضي الله عنهما، ودور المرأة في الإسلام.
فالسيدة خديجة رضي الله عنها كانت سندًا قويًا للرسول صَلَّى الله عليه وسلم في بداية دعوته، حيث قدمت له الدعم المالي والمعنوي، وكانت أول من آمن به، مما يجعلها نموذجًا للمرأة القوية الفاعلة في المجتمع.
أما السيدة عائشة رضي الله عنها، فقد كانت عَالِمَةً فَقِيهَةً وَمُحَدِّثَةً، وساهمت في نشر العلم الشرعي، وأصبحت مرجعًا للصحابة والتابعين في فهم الدين.
ولاحظت أن المشكلة تكمن في العادات والتقاليد الخاطئة التي تُقَصِّرُ دور المرأة على الحياة الأسرية فقط، بينما الإسلام أعطى المرأة مكانة عظيمة وأتاح لها المشاركة الفاعلة في مختلف مجالات الحياة، بما في ذلك السياسة والعلم والعمل الاجتماعي.
س- ما أهم الكتب والقراءات والشخصيات التي أثرت في وعيك وفكرك؟
كل كتاب قرأته منذ الطفولة وما بعدها وحتى الآن فعندي شغف وعشق لأصحاب الأقلام من المبدعات والإعلاميات النساء وأيضا الرجال ومتابعة المقالات بجريدة الأهرام والأخبار والجمهورية ومجلات الأطفال والاذاعة والتليفزيون؛ لأن والدي ووالدتي من عشاق القراءة.. رحمة الله عليهما. حيث كان لدينا مكتبة بالمنزل..لأن الثقافة والفنون والقراءة هم أبطال الحماية الاجتماعية والثقافية والفنية للإنسان المصري العبقري... كان للدكتور الجليل مصطفى محمود وكتبه وبرنامج العلم والإيمان دور كبير في حياتي وطموحاتي حَلُمْتُ كَثِيرًا به وتمنيت ان أزور منزله ومسجده حتى منحنى الله تحقيق الحلم عام ٢..٨ ومن حسن حظي ان المعهد العالي للدراسات الإسلامية بالقاهرة بالمهندسين سَفِنْكْس كان قَرِيبًا من مسجد الدكتور مصطفى محمود ...وكان مزاراً دائماً لي بعد المحاضرات التي أضافت لي الكثير.
س- حدثينا عن مؤلفاتك؟ وما أبرز التحديات التي واجهتها خلال عملك الأدبي والمهني؟
- الفت 25 كتاب ما بين الشعر والقصة وقصص الأطفال والسيرة الذاتية جميعهم بمكتبة الإسكندرية العريقة والمكتبات العامة. أما عن التحديات فمواجهة المجتمع الذكوري تمثل تَحَدِّيًا كبيرًا، خاصة عندما نواجه أنماطاً من الأدباء والشعراء الذين يفضلون أن تكون لهم الأولوية على النساء. لذلك، كنت أشعر بأنني في مواجهة حرب دائمة لإثبات الذات، محاربةً الوقت، وتحمل المسؤوليات والالتزامات، والسعي لتحقيق التوازن بين حياتي العائلية والمهنية وهواياتي. بالإضافة إلى ذلك، كنت أحارب من أجل كسر حاجز عدم تقبل المجتمع الذكوري لنجاح المرأة في المجال العام. طوال الوقت، كنت أرغب في أن أُثْبِتَ لنفسي وللجميع بأنني قادرة على المشاركة الفاعلة وتحقيق النجاح في مختلف المجالات.
س: أرجو أن تحديثنا عن تجربة مهمة في حياتك؟
- بادرت في شركتي التي أعمل بها بالدعوة إلى إنشاء مكتبة كبيرة تُلَبِّي احتياجات العاملين وأسرهم، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة متنوعة لهم ولأبنائهم. كما طرحت فكرة إقامة مسابقات متعددة تشمل مجالات القراءة، والقصة، والفنون التشكيلية، والرسم، بهدف تنشيط المشاركات وتشجيع الإبداع.
وقد تم بالفعل تنفيذ مسابقات للأطفال حول موضوع حب مصر ونهر النيل العظيم، إضافة إلى مسابقات كتابة الأبحاث المتعلقة بحب الوطن. أَسْهَمَتْ هذه المبادرات بشكل كبير في تعزيز روح الانتماء والعمل الجماعي، وكانت السبب الرئيسي في ترشيحي للتكريم من قبل جهة عملي تقديراً لهذه الجهود المتميزة.
س- لديك 25 مؤلفًا، ما هو الكتاب الذي يعتبر الأقرب إلى قلبك ولماذا؟
- “الأقرب هو الأول: تنهيدة صبية” صدر هذا العمل ضمن سلسلة "إشراقات أدبية" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في 11 سبتمبر 1994. وكانت المصادفة أن الكتاب الأول صدر مع يوم مولدي.أما ديواني الشعري "احتواء الانتظار" فقد صدر عام 2006 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالتعاون مع اتحاد كتاب مصر، وبعد ذلك توالت الإصدارات الأدبية من الشعر والقصة وقصص الأطفال والسيرة الذاتية والدراسات النقدية.
س- ما أبرز الأعمال التي تعتبرينها علامة فارقة في مسيرتك الأدبية؟
- أحدث الإصدارات كتاب (٣. عام من الإبداع) - دار نشر المفكر العربي عام ٢.٢٤- يحتوي على دراسات نقدية وآراء الكتاب والمثقفين والإعلاميين والأكاديميين في أعمالي الإجمالية ومسيرتي الأدبية والمهنية في الإسكندرية العريقة الساحرة العروس التي تتألق دوماً حتى تم انتقالي للقاهرة عام ٢..٨، وأيضا كان لكتابى (مصريات ناجحات)١.. امرأة مصرية ناجحة داخل مصر وخارجها وبعد تحقيق نجاح كبير لهذا الكتاب تم إصدار كتاب (ناجحات حول العالم ١..) امرأة عربية ومصرية ناجحة وسيتم إصدار الجزء الثاني بإذن الله تعالى ...تم مناقشة أعمالي في مكتبة الإسكندرية واتحاد كتاب مصر والعديد من القنوات الفضائية والإذاعات المصرية وصوت العرب وتناولت الأقلام الصحفية القديرة متابعة المؤلفات وتأثيرها على المجتمع المعرفي الإعلامي والأدبي الثقافي والاجتماعي وقد تم اختياري ضمن كتاب (نساء عربيات مبدعات) الذي صدر عام ٢.١٩ بقلم الأديبة الدكتورة سعدية العادلي ..وكتاب (١.. إبداع عربي) صدر عام ٢.١٩ بالإمارات العربية بإشراف الأديبة زينة الكندي من الإمارات والإعلامي المبدع حمدي مرزوق من مصر وأيضاً موسوعة الأدب والفن النسوي في الوطن العربي للأستاذ الدكتور عديّ على كاظم الأستاذ بجامعة العراق ....والحمدلله رب العالمين.
س- كيف ترى الأدبية إيمان أحمد دور المرأة المصرية في الحياة المعاصرة عامة والمجال الادبي خاصة؟
- ومن المؤكد أن المرأة صانعة الحضارة والإنسانية، المرأة..الأمل.. الحياة.. والعصر الحديث به نتائج إيجابية صنعتها المرأة على غرار ما سبق من كلمات ودلائل واستدلالات وفلسفات، المرأة شاركت بجهدها وعملها، حلمها وكيانها، تضحياتها وعطائها، ثقافتها وطموحها، أبعاد نظرياتها وكفاحها من أجل تحقيق الإنجازات العظيمة على كل المستويات.
المرأة جنبًا إلى جنب مع الرجل وكل الْإِحْصَاءَاتِ ونتائج الاستبيان والفلسفات أثبتت دور المرأة وأشادت بجدارتها على جميع المجالات والأصعدة، وقدرتها على تطويع الحياة والخروج بحريتها وحقها في الحياة بالعلم والعمل لتحقيق التطور التدريجي لفكرة الحرية وتحقيق الذات في هذه المرحلة الحياتية الكادحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة في قولبة العادات والتقاليد، لتحقيق الوعي الإنساني والحركة الدؤوبة الواثقة من النجاح؛ لأن النجاح فكرة لأيقونة السعادة. قال أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب " عندما أعجب إعجابًا شديدًا بامرأة انتقدته قال قولته الشهيرة: (أصابت امرأة وأخطأ عمر) هنا العدل يتمم الفكر السوىّ، نحتاج أحياناً إلى كلمات تشبه قطرات الماء لتروى قلوبًا صامتة من شجون أحداث زائفة وحروب تسللت إلى واقعنا وأراضينا ليكون (النجاح) هو السلاح للمقاومة ولردع القهر والتهميش المتعمد وردع قولبة المرأة بين قوسين (الأسرة - الرجل)، يَتَّفِقُ وَعِي التَّحَدِّي ومحاولات المرأة للخروج إلى المشاركة المجتمعية والنهوض بالذات والبحث عن سماوات التفاؤل وطيور الإبداع والعمل الدؤوب الثقافي الأدبي، نولد مرارًا وتكرارًا مع تحقيق الهدف وتحويل الأحلام إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع، تُحَقِّقُ معادلة التطوير والتنمية المستدامة للفكر والأدب بالنهضة الذاتية، نحن نجوب العالم بأفكارنا وكما قال أرسطو (الدهشة أم الفلسفة) والمرأة المعاصرة تعيش عصرها الذهبي (وتحقيق مقولة الزعيم الراحل مصطفى كامل: لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس).
حصلت المرأة المصرية على مكاسب وإنجازات ومشاركات مجتمعية بدعم من كل المسؤولين في القيادة العليا للبلاد وتم تعديل الدستور لصالح المرأة لمشاركتها في كل الدوائر حتي تصنع التقدم وتبني صرح النهوض والوعى البنّاء على المستوى الثقافي والاجتماعي والعلمي والأدبي والبرلماني والقضائي.
س- ما الدور الذي يوديه الأدب والفن في النهوض بقضايا المرأة ومناهضة العنف ضدها اليوم؟
- (بالشعر والكتاب والمسرح والفن وإطلاق مبادرة الوعى) لأن لِلْوَعْيِ دور هام بمشاركة الإبداع لتكوين قوالب ثقافية تفرض أصولها الموضوعية المنفتحة على ثقافات مجتمعاتنا تتناسب مع عادات وتقاليد الماضي والحاضر والمستقبل وهذا يتم في قصور الثقافة والمنتديات الأدبية لبعض دوائر الإبداع وصياغة التصور الذهني بين المشهد والآخر وتوثيق التاريخ لِمُعَبِّرِ الزمن لمواكبة المتغيرات العالمية وتنمية الفكر لِلنَّشْءِ والطفل والمرأة في ربوع القرى والمدن بتصحيح الأفكار السابقة لِتَنْفَتِحَ الآفاق ووجهات النظر عن طريق إقامة ورش عمل توعوية دائمة في مراكز الشباب والمدارس والنوادي وعقد سلسلة لقاءات بين الأدباء والفنانين التشكيليين أَيْضًا وعرض فنون المسرح الحديث بأسلوب لائق لتحصين المجتمع من آفات التخلف والعادات والتقاليد الظالمة للمرأة لتصحيح المفاهيم السابقة.
س- ما الهدف من تأسيس ملتقى "مصريات ناجحات"؟
- الهدف من تأسيس ملتقى "مصريات ناجحات" يتمثل في تفعيل كتابين مهمين هما كتاب (مصريات ناجحات) 100 امرأة مصرية ناجحة داخل مصر وخارجها، والذي يتناول من خلال المحاضرة مفاهيم النجاح والاجتهاد وكيفية المشاركة المجتمعية، وكتاب (ناجحات حول العالم) 100 امرأة مصرية وعربية ناجحة حول العالم ، تمت مناقشة هذه الموضوعات في إطار فعاليات أقيمت في قصور الثقافة، وبالتعاون مع اتحاد كتاب مصر وجمعية الكاتبات المصريات.
س – ما هي الشخصيات التي أثرت في حياة الأديبة إيمان أحمد يوسف؟
- شخصية الزعيم جمال عبد الناصر، وَأَيْضًا شخصية الضباط الأحرار، حيث كان ضمن هذه الشخصيات (قائد أسراب: حسن إبراهيم) ابن خالة جدتي وكان منصبه (نائب الرئيس جمال عبد الناصر) والذي كان له كاريزما خاصة توصف بالشجاعة والحكمة، ونحن صغار كانت جدتي لأمي وجميع العائلة نذهب إلي شارع الكورنيش بالإسكندرية لنشاهد ونتابع موكب الرئيس جمال عبد الناصر ونفتخر دوماً أن من العائلة (قائد أسراب: حسن إبراهيم) ضمن الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة 1950، وأيضاً من عائلتي المؤرخ الموسيقي والملحن (خليل المصري) الذي لحن أربع أغنيات لثورة 1952 تغني بها كبار المطربات والمطربين وكانت كلمات الأغنيات علي الموقع الْإِلِكْتْرُونِيِّ الخاص بالزعيم جمال عبد الناصر بمكتبة الإسكندرية العريقة.
وأَيْضًا خالي (سعيد المصري) مدير الإنتاج الفني بشركة اسطوانات القاهرة للصوتيات والمرئيات، وكان مهندس الصوت المصاحب لسيدة الغناء العربي (أم كلثوم).
س – اذكري بعض الذكريات الهامة في حياتك؟
- من أبرز الذكريات التي أعتز بها في حياتي حصولي على وسام العمل عام ٢.١٥ من وزارة القوى العاملة، حيث تشرفت بإلقاء قصيدتي "جيش بلادنا المحروسة" و"أنا مصرية" في حفل هيئة قناة السويس بحضور اللواء مميش. ولا أنسى مشاركتي المميزة في جامعة سنجور بالإسكندرية عام ٢..٧ حيث أَلَقَتْ قصيدتي "أطفال العالم باعتين جوابات" المترجمة للفرنسية على مسرح قصر الثقافة، في احتفالية مؤثرة دعت للسلام. كما أفتخر بحصولي على ثلاث ميداليات تكريمية عام ١٩٩٨؛ من المنطقة الشمالية العسكرية، ومحافظة شمال سيناء، والفرقة الثالثة مشاة ميكانيكي، تقديراً لإسهاماتي الشعرية في احتفالات نصر أكتوبر المجيد.
***
حاورتها: د. آمال طرزان






