روافد أدبية

جاسم الخالدي: الكلمة الضائعة

الشاعر وحده،

يجلس في الزاوية القديمة

يبحث عن ورقة بيضاء

عن قلم قديم

اختفى كما اختفت الأشياء

*

سأل ولده

عن قلمه الذي ضاع

بين هاتفٍ، وتلفازٍ، وقيثارةٍ

وراديو روسي

يذكره بصوتٍ قديم

كان يرافقه ليلاً.

*

أشياء كثيرة

اختفت،

لكن لا شيء يُعادل

فقدان الكلمات

فقدان الحروف

التي كانت تنبض في القلب

وتتراقص على الورق.

*

لم يجد القلم،

فذهب إلى اللابتوب

فتح المتصفح

كأن الكلمات التي ضاعت

مخبأة في زاوية ما

ربما هنا

في هذا العالم الافتراضي.

*

لكن الشاشة لا تحمل شيئًا

فقط أضواءٌ خافتة

تلمع على الواجهة

ولا شيء يكتب

إلا الفراغ

*

الشاعر وحده

يحاول أن يجد

أداة جديدة

لكلمات قديمة

يبحث عن لحظة

يرتد فيها الزمن

إلى الورق

إلى القلم،

إلى الصوت الذي يعلو

في غياهب الماضي

***

د. جاسم الخالدي

في نصوص اليوم