كتب واصدارات
العُثَّةُ.. رواية جديدة للكاتب يوسف أبو الفوز
صدرت مؤخرا في بغداد، رواية جديدة للكاتب العراقي، المقيم في فنلندا، يوسف أبو الفوز، تحت عنوان (العُثَّةُ)، عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع. تقع الرواية في 315 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف أنيق من تصميم (وحي للتصميم).
نقرأ على الغلاف الأخير للرواية انها تجتهد للغوص في النفس البشرية والبحث عن الذات، متناولة موضوعة الشعور بالذنب، وحالة التكفير عن الأخطاء، إذ تناقش شخصيات الرواية احوالها ومحيطها، وتستعرض ماضيها، وتكشف عن مشاعرها كالقلق والخوف من المستقبل، ورغبتها في التغيير نحو الأفضل، وشحنة الامل التي تدفعها الى التشبث بالحياة. والرواية خيالية، لكن بناء الشخصيات اعتمد على تفاصيل واقعية لجعل الشخصيات تنبض بالحياة وبعضها يحمل شيئا من الرمزية، بدءا من العنوان. لا تقدم هذه الرواية الشخصيات بطريقة نمطية (الابيض والاسود) بل تحاول ان تعكس التناقضات داخل كل شخصية، وتسلط الضوء على الجانب الجيد لدى بعض الشخصيات التي قد ينظر اليها بشكل سلبي، والجانب العدواني لدى بعض الشخصيات التي تتعرض للغربة والتشويه الأخلاقي، بل وتسلط الضوء على جانب فلسفي الى حد ما وروح السخرية لدى بعض الشخصيات التي تبدو هامشية.
الكاتب يوسف أبو الفوز، أبدى سعادته بصدور روايته الجديدة، ويأمل انه بعمله غطى جانبا من حياة وهموم وتطلعات العراقيين، وبين لنا بأن الرواية إذ تتابع مصائر وهموم مجموعة من المغتربين واللاجئين العراقيين في فنلندا، فأنها تحلق أساسا في فضاءات الهم العراقي، وتجتهد لتقول لنا بأن الانسان رغم الانكسارات والاخفاقات لابد وان ينهض ساعيا لفجر يوم جديد، خصوصا إذا امتلك هدفا ساميا وأمن بتغير حياته وما حوله نحو الافضل. فمن خلال تجوال الشخصية الرئيسة، في عدة مدن فنلندية، بحثا عن عراقي مفقود، بشكل غامض، تتكشف لنا حياة ومصائر العديد من الشخصيات عراقية، اوكرانية وفنلندية، ومن خلال شبكة علاقاتهم نتعرف على مسار حياة المهاجرين، خصوصا العراقيين في فنلندا، والتغيرات التي طرأت على المجتمع الفنلندي، بعد فترة أزمة كورونا والسنة الأولى من الحرب في أوكرانيا. وتسلط هذه الرواية الضوء على الممارسات العنصرية وخطورة التطرف اليميني في الحياة الفنلندية، كما تكشف عن الخوف من الحرب وتأثيراتها على مصائر الناس.
ومن الجدير بالذكر ان الكاتب العراقي يوسف ابو الفوز، مواليد مدينة السماوة 1956، غادر العراق لأسباب سياسية عام 1979، وعاد للوطن والتحق بقوات الانصار الشيوعيين عام 1982 في كوردستان العراق، وبقي هناك حتى احداث الانفال عام 1988، حيث بدأت رحلته مع التشرد والمنفى واستقر في فنلندا، منذ مطلع 1995. خلال مسيرته الادبية أصدر العديد من الكتب القصصية والروائية والأدبية، ومتواصل في نشاطه الاعلامي والادبي، وترجمت بعض اعماله الى اللغة الفنلندية والكردية، كما أنه كتب واخرج للتلفزيون الفنلندي أفلاما وثائقية عن العراق، اختير فيلمه (عند بقايا الذاكرة) 2006 لتمثيل فنلندا في مهرجان سينمائي في سويسرا. وانتخب لأكثر من دورة عضو الهيئة الإدارية لمنظمة الكتاب والفنانين الفنلنديين التي تأسست عام 1937، التي منحته في عام 2015 جائزتها للأبداع، مناصفة مع شاعر فنلندي، ولأول مرة تمنح لكاتب من اصول غير فنلندية، وفي حفل تكريمي خاص منحته مدينة كيرافا (ضواحي العاصمة هلسنكي)، محل اقامته، راية المدينة، تقديرا لمجمل نشاطه الثقافي والاجتماعي، ولأول مرة تمنح المدينة رايتها لشخص من أصول غير فنلندية.
***