أقلام حرة
صادق السامرائي: مصير الأئمة الأربعة!!
هذه إطلالة مختصرة على أئمة السنة والجماعة، ويمكن تأليف العديد من الكتب عن حياة كل منهما، وتزخر مكتبات التراث بما يوثق تفاعلاتهم مع زمانهم وما كابدوه من الشدائد.
أولا: أبو حنيفة النعمان (80 - 150)
أولهم وقد لقي عددا من الصحابة
توفى في السجن وهو ساجد، ودفن في مقبرة الخيزران.
لا يهادن بقول الحق، وكان زاهدا، ولقب بالإمام الأعظم وبالتابعين
وقف مع زيد بن علي، ومع ثورة محمد النفس الزكية
رفض تولي القضاء في زمن جعفر المنصور، وتم جلده أكثر من مئة جلدة وسجن وهو في عمر السبعين، وأبى أن يكون تابعا للخليفة.
تعرض للضرر في زمن الدولتين الأموية والعباسية.
ثانيا: مالك بن أنس (93 - 179)
إلتقى أبو حنيفة في المدينة وكان شيخا للشافعي، توفى في السجن متاثرا بضربات سيف، وتم جلده عاريا، وله كتاب الموطأ، واعتزل الناس في آخر ربع قرن من حياته، وما ذهب للمسجد خلاله، ومحنته تتلخص بما ذكره من حديث : (ليس على مستكره طلاق)، وتم تفسيرها على أن خلافة أبوجعفر المنصور باطلة.
ثالثا: محمد بن إدريس الشافعي (150 - 204)
تلميذ الإمام مالك وشيخ أحمد بن حنبل، ومات مغتالا في مصر.
عمل قاضيا، كثير الترحال والسفر، وكان في بغداد يتتلمذ على يد محمد بن حسن الشيباني، واتهم بالخروج عن الخليفة هارون الرشيد، واضع كتاب أصول علوم الفقه.
رفض تقديس الإمام مالك، وما طرحه كان مخالفا له، مما أدى إلى تكفيره وزندقته من قبل أتباع المذهب المالكي، وضربه على رأسه فمات.
رابعا: أحمد بن حنبل (164 - 241)
إشتهر بعلمه الغزير وحفظه القوي، وكان معروفا بالأخلاق الحسنة كالصبر والتواصع والتسامح ، وكتابه "المسند" من أشهر كتب الحديث .
يقول الشافعي: "خرجت من بغداد وما خلفت بها أحدا أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل"
كاد أن يقتله المأمون لكنه مات وبن حنبل في الطريق إليه، فقد وقف بحزم ضد محنة أو فتنة خلق القرآن، وتعرض للجلد والسجن وما إنثنى عن رأيه.
أصابه مرص وهو في السابعة والسبعين، ومات متأثرا بمرضه، ومسيرته معروفة ومآثره جلية، وذكره خالد.
وهذه براهين على تقديس الأمة لأمواتها، وقد نكلت بهم وهم أحياء، رغم علومهم ونبوغهم ومحاولاتهم في القول الصادق والتعبير عن الحقيقة الواضحة، فجميعهم قاسوا المحن الجسام وتعرضوا للمخاطر والآلام.
تردّتْ في مواطننا عُلانا
بأيْدينا صَنعنا مُنتهانا
نعارضهمْ بما اجْتَهدوا وجادوا
وما حفلتْ بمَغزاهمْ نُهانا
نُحاربهمْ في حياةٍ من عَطاءٍ
ويجلدنا ضميرٌ إحْتوانا
نعالجُ إثمَنا بأسى أليمٍ
فيأخذنا لتقديسٍ هَوانا
***
د. صادق السامرائي







