أقلام حرة

صادق السامرائي: فيصل الثاني قتلناه ونتمناه!!

تنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي صور المغفور له الملك فيصل الثاني منذ طفولته حتى يوم القضاء عليه، ومعها تعليقات تمجده وتحن إلى زمانه وتترحم عليه، وتعبّر عن الندم وقوة تأنيب الضمير الجمعي الفاعل فينا.

يحضرني قول أحد مشايخ أبناء الشمال الكبار في مجمل حديثه معي، وهو يردد " منذ أن قتلنا فيصل الثاني ما هدأت البلاد ولن تهدأ"!!

إنها عقدة الذنب المتوارثة في أجيالنا منذ عدة قرون، ولن نشفى منها، وسيظل ناعور الدموع يدور، ومصانع الويلات تنتج المزيد من النكبات، لتوفر أسباب الشعور بالذنب الأليم، ولتأمين مواطن اللعنات السارية فوق التراب الحضاري منذ لعنة أكد وما قبلها.

الملك كان شابا في عشرينيات عمره وعلى أعتاب الزواج، وكان بسيطا لطيفا يريئا يحاول السعي لتدبر أمر المملكة ومواصلة بناء الدولة الحديثة المقتدرة، وكان للشعب صوت في زمانه، وطاقم حكومته ومجلس أعيانه من المتمرسين بالسياسة والعارفين ببواطن التفاعلات الدولية.

فكان لا بد من نسف الوجود الإيجابي وتأهيل البلاد للتفاعلات الدامية بالتلاحي المبيد وسفك الدماء الشديد.

فهل يمكن المقارنة بين أعداد مَن تم قتلهم وإعدامهم في العهود الملكية، مع ما جرى للناس في العهود الجمهورية؟

لقد هدمنا بيوتنا على رؤوسنا، وفقا لأضاليل مستوردة ذات شعارات فارغة براقة، هدفها إستنزاف طاقاتنا وتدمير معالم وجودنا الحضاري، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من مآل.

ويمكن القول أننا رسمنا مصيرنا بمداد الإنفعال والغفلة والتضليل، حتى غاصت رؤوسنا في أوحال الثورات المدمرة لمعالم وجودنا وإنهاكنا في صراعات عبثية قاهرة.

وعاشت الكراسي المبجلة!!

قتلوا رمزاً جميلاً حالما

وإذا الأيامُ تُدني الظالما

كمْ جَهرنا بسلوكٍ خائبٍ

ثورةُ الأغرارِ جاءتْ صادما

بشعاراتِ افتراءٍ زائفٍ

نحروا مجداً وهانوا عالِما

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم