أقلام حرة
غريب دوحي: في ذكرى قبول العراق عضوا في الامم المتحدة
بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى عام 1918 انشئت في عام 1920 منظمة عصبة الامم بهدف عدم استخدام القوة في فض المنازعات بين الدول الا ان هذه المنظمة فشلت في تحقيق اهدافها بقيام الحرب العالمية الثانية وبعد نهايتها عام 194 قررت الدول الكبرى التي انتصرت في الحرب تأسيس منظمة جديدة تأخذ على عاتقها مهمة منع قيام حرب عالمية ثانية وهي (منظمة الامم المتحدة) حيث وقعت على ميثاقها (51) دولة من ضمنها العراق واختيرت مدينة نيويورك مقرا لهذه المنظمة وقدم العراق طلبا للانضمام الى المنظمة وتم قبوله يوم 21/12/1945 ورفع العلم العراقي فوق مبنى المنظمة ايذانا بقبوله عضوا فيها .
- دور الدكتور فاضل الجمالي في تاسيس الامم المتحدة
الدكتور محمد فاضل الجمالي هو سياسي ودبلوماسي ومفكر عراقي حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة (هارفرد) في الولايات المتحدة الامريكية , مثل العراق في العديد من المحافل الدولية وقد لعب دورا محوريا في تأسيس الامم المتحدة بصفته ممثلا للعراق حيث وقع على ميثاقها جنبا الى جنب مع الرئيس الامريكي (روزفلت) ورئيس وزراء بريطانيا (تشرشل) كما انه شارك في صياغة الميثاق وتأسيس لجانه الرئيسية واسهم في ادراج مواد مهمة تتعلق باستقلال الدول مما جعله احد مؤسسي المنظمة الدولية هذه ورمزا للدبلوماسية العربية , كما انه ترأس الوفد العراقي في عدة جلسات للجمعية العامة وشارك في اجتماعات الجامعة العربية الخاصة بقضية فلسطين .
وفي عام 1995 دعي كضيف شرف بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس الامم المتحدة وقد اعرب عن سروره لحضور اليوبيل الذهبي لتأسيس المنظمة وفي عام 1951 انتخب نائبا لرئيس الجمعية العامة وكانت له علاقات مع العديد من الشخصيات العربية وقادو دول العالم وبذلك اصبح شخصية عالمية وقد وصفه الدبلوماسيين العرب بانه (عملاق من عمالقة التاريخ العربي الحديث) .
- الجمالي في العراق في العهد الملكي 1953- 1958
في 4/نيسان/1939 توفي الملك غازي ملك العراق في حادث السيارة وكان عمر ابنه فيصل (4) سنوات وقد تولى الوصاية عليه وعلى العرش خاله الامير (عبد الاله)، وفي عام 1953 بلغ فيصل سن الرشد وبذلك انتهت الوصاية وفي 2/5 من تلك السنة توج فيصل ملكا على العراق بأسم الملك (فيصل الثاني) وجريا على المراسيم الدستورية قدم (جميل المدفعي) استقالة الى الملك وبعد فترة قليلة استقال المدفعي فاستدعى الملك الدكتور فاضل الجمالي وكلفه بتشكيل وزارة جديدة فشكل الجمالي وزارته الاولى وقدمها الى الملك وكان معظم الوزراء من الشباب لذا سماها الملك (وزارة الثورة البيضاء) الا ان الوزارة لم تستمر طويلا فاستقال في سنة 1954 الا انه استمر في التشكيلات الوزارية فقد تبوء منصب وزير الخارجية لست مرات حتى عام 1958 .
- الجمالي في العهد الجمهوري
عندما قامت ثورة 14 تموز اعتقل الجمالي بعد يومين من قيامها وزج في السجن مع اقطاب النظام الملكي ثم حوكم في المحكمة العسكرية التي حكمت عليه بالاعدام وقد انتشرت شائعات تفيد بانه قتل ومثل بجسده غير انه ظهر في اليوم التالي على شاشة التلفزيون واقفا في قفص الاتهام , ان ظهوره في قفص الاتهام اثار غضب الكثيرين من زعماء العالم من رؤساء وملوم واتصلوا هاتفيا بالزعيم عبد الكريم قاسم طالبين منه اطلاق سراح الجمالي وكان من بينهم الرئيس التونسي (الحبيب بورقيبة) الذي التمس من الزعيم (عبد الكريم قاسم) اطلاق سراحه والسماح له بالتوجه الى تونس للتدريس في جامعة الزيتونة فاستجاب الزعيم الى طلبه وسافر الى تونس استاذا لمادة التربية .
وفي عام 199 توحه الجمالي الى لندن لغرض العلاج وتوفي في احد المستشفيات هناك , وان وفاة الجمالي خسارة كبيرة للعراق والعالم فقد فقد العراق والعرب والعالم شخصية دبلوماسية فذة كان لها دورها في تأسيس الامم المتحدة وجامعة الدول العربية .
***
غريب دوحي







