أقلام حرة
صادق السامرائي: الدين ورجل الدين!!

إبتداءً لا يوجد مصطلح "رجل دين" في مسيرة الأمة، هناك فقهاء في الدين. والمصطلح مستحدث خصوصا بعد الحرب العالمية الأولى، والهدف منه تشويه الدين، وتجريده من جوهره وربطه بالرجل المدّعي بأنه على دراية بالدين، وهو الذي تسيّره أهواؤه، وتبرمجه أمّارة السوء الفاعلة في دنياه.
الدين دين ورجل الدين مدّعي بدين.
فهل الدين يتكلم ويفعل، أم أن الناطقين بإسمه يجيدون المتاجرة بالدين؟
بسبب المدّعين بالدين ضاع الدين، وإنقلبت مفاهيمه وقيمه رأسا على عقب، فالحق باطل والباطل حق، والفساد شطارة ورجولة، والسلب والنهب شجاعة، والخيانة وطنية، وقتل النفس التي حرم الله قتلها من صلب ما يسعى إليه أدعياء الأدينة.
أدينة الحياة تعني تدميرها وتلويث قيمها ومعانيها السامية، لأن في ذلك أوجه نظر لا تعد ولا تحصى، وكل يمتطي جواد رؤيته ويتقلد سيوف أوهامه، ويطلق هذربات لسانه في فضاءات الهذيانات الفاعلة في مجتمع السمع والطاعة، والخنوع للفظاعة.
المجتمعات التي يهيمن على وجودها المأدينون، بأحزابهم وكينوناتهم الطائفية والعدوانية، تعيش في جحيمات الويلات والتداعيات والتقهقر في أتون الغابرات، والدنيا تتسلق سفوح الجبال وهي تعيش في قيعان الحفر الظلماء.
فعن أي دين يتحدثون وبالعدوانية والكراهية على منابرهم يصدحون؟
فهل أن الدين للفرقة والتلاحي والنيل من الأخ في الدين؟
***
د. صادق السامرائي