أقلام حرة
صادق السامرائي: الدنيا في خطر!!

كل ظاهرة تصل ذروتها وتنحدر إلى نهايتها، والحياة في الأرض ظاهرة كونية، ربما بلغت ذروتها أو على وشك أن تصلها، فأنها قاربت على الإنكماش والتحول إلى هباء منثور.
الأرض حاضنة كبيرة تتقلب تحت الشمس، وإن توقفت لبضعة دقائق تنتهي على ظهرها الحياة.
وما تعانيه الدنيا من أضرار الإنبعاث الحراري سيتسبب بتدمير الظروف البيئية في حاضنتنا الكونية التي توفر لنا الحياة.
أصبحنا نصنع ونزعزع المكونات البيئية، وأخذنا نستخرج ما في بطن الأرض للإجهاز عليها.
ومن المخاطر الفظيعة أن البشرية إمتلكت قدرات تدميرية ماحقة، ويمكنها أن تحيل مخلوقاتها إلى عصف مأكول.
والمشكلة الأخرى أن الأرض كائن حي وتدافع عن وجودها، ومن أسلحتها، الأعاصير بأنواعها والهزات الأرضية، والفيضانات، وإطلاق الأوبئة، فالكثير من الميكروبات كامنة لعدم توفر الظروف المناسبة لها، وبتغيير الظروف البيئية فأنها ربما ستتأهل للانطلاق ومداهمة البشر.
فالمتغيرات الحاصلة في كوكبنا، ستؤثر على الأمزجة وآليات التفكير، وستدفع إلى إندلاع العدوانية وتنامي الحروب والقسوة المطلقة على الغير، وباستخدام أشرس أدوات التدمير الماحق، إذ سيتحول البشر إلى أرقام.
ترى هل ستحصل حرب شاملة ومدمرة؟
الجواب أن الطبع البشري والتداعيات المناخية والتأريخ كلها تؤكد بأن الحرب قادمة لا محالة، وأن رقعة ما يجري من حروب سيتوسع وسينتشر كالنار في الهشيم، لأن الظروف بأنواعها متفاعلة لتحقيق هذا الغرض.
إن المتغيرات الفاعلة في الدنيا تؤهل العدوانية للإنطلاق من مكامنها والتعبير عن قدراتها التدميرية الفائقة، وتلك طامة كبرى تلوح في أفق الويلات المدلهمة.
بكوكبنا المواجع تستقيدُ
نكبناها بعاديةٍ تبيدُ
صنعنا ثمّ تهنا في دروبٍ
يُلاحقنا بها أمرٌ شديدُ
كأنّا في مَرابعنا الخطايا
يُدمرنا المغامرُ والعنيدُ
***
د. صادق السامرائي
19\3\2025