أقلام حرة

ضياء محسن الاسدي: الظلم وأثره على المجتمع

لقد شاع في زماننا الحالي الظلم وأصبح ممارسة شبه يومية وثقافة سائدة على نطاق واسع في حياتنا مما سبب تغيرات في المفاهيم الحياتية للفرد والمجتمع وساهم في تشقق وتصدع في أسلوب الحياة وسادت الفوضى والظلم والجور والطغيان على حقوق العامة والخاصة على حساب العدل والمساواة والمبادئ والقيم نتيجة تمادي الإنسان في طغيانه وفساده وسلب الحقوق من أصحابها ليصل إلى حد الإجرام وهذا يؤدي إلى قطع الصلة بالله تعالى الذين لا يجدون من يستمع لهم ولا يكلمهم الله وفي النار خالدين فيها من غير حساب حيث قال تعالى (قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يُرد إلى ربه فيعذبه عذابا نُكرا) (ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب)
- وما زال الظلم والجور مستمرا من قبل الإنسان فقد أفقده طريق الصواب وأعمى بصيرته زخرف الحياة وزينتها مما حولتها إلى حياة وحشية كالغابة يتصارع فيها القوي مع الضعيف لأجل البقاء وهي أخطر الصراعات الإنسانية عندما يتحول المجتمع إلى غابة موحشة يتلاشى فيها العدل والحق والمساواة والإنسانية وخصوصا الأخلاق القاعدة والمرتكز الأساس في بناء المجتمع وحضارته وقد بان أثرها على ما تبقى من حاملي المبادئ والقيم الإنسانية الذين تربوا عليها لعقود كثيرة وعلموا أبنائهم لكن التيار أصبح أكثر قوة وأشد تأثيرا على المجتمع كونهم يعلمون أن القرآن الكريم ركز على الظلم ونبذ موضوعاته وأثرها في المجتمع ب( 289) موردا على هيئة عبارات منها (العدوان – النقصان –بخس الناس أشيائهم – الشرك -الطغيان – البغي – التعدي –الحيف –الجنف) علما أن الله تعالى قد شرع للإنسان منهج حياتي مجتمعي عل نظام موحد موافق لكل العصور والأزمان للحصول على الطيبات من الرزق الحلال المتاح وفق معايير إنسانية وعقلانية .
أن الإنسان ضيع هذه الفرصة من يده بالانجرار إلى ما خُطط إليه من تدمير نفسيته وسلوكياته ونمط تعامله في مجتمعه وأسرته بأبعاده عن منهجية الدين والمبادئ الصحيحة والأخلاقيات في التعامل المجتمعي ومع بني جنسه التي رسمت له بظلم الآخرين والاستحواذ على مكتسبات دنيوية بغير وجه حق ومشروعية للمساهمة في تحويل المجتمعات إلى غابة تعج بالصراعات الدموية للحصول على مغريات دنيوية ليعرض نفسه لعقوبات في الدنيا والآخرة إلا من تاب توبة نصوحة وآب إلى ربه قبل فوات الأوان ( والذين فعلوا الفاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ولا يغفر الذنوب إلا الله .........). عليه أن يعرف حق المعرفة أن هذا لن يدوم طويلا فالعاقبة سريعة بأمر من الله تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار.
***
ضياء محسن الاسدي

في المثقف اليوم