أقلام حرة

صادق السامرائي: الإبداع والرمز!!

الإبداع الذي يركز على الرمز ويخاف المباشرة والمواجهة وقول الحقيقة، غير مستحب ولا مرغوب.
وعلى مدى عقود تجد الإبداع متسترا بالرمز وما يتصل به من صور وإشارات، لمعاني خفية أو مختبئة بين الكلمات والسطور.
فهل نفع هذا الأسلوب؟
المبدعون يعيبون المباشرة ويحسبون الإبداع صور فنية رمزية تشير إلى معاني خفية، ويبتعدون عن المواجهة والتحدي والإقدام.
فالحياة لن تتطور والتغيير لن يحصل، دون جرأة في إعمال العقل، والتأريخ يخبرنا عن ضرورة الجرأة في القول والفعل: " إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ... فأن فساد الرأي أن تترددا".
المبدعون يشيحون الطرف عن المباشرة والوضوح، ويستصغرون الإبداع الصريح الذي يخاطب العقول ويتواصل مع الناس بكلمات بسيطة واضحة.
فيريدون إبداعا متخفيا متلثما، يرفع شعار " إياك أعني واسمعي يا جارة"، وبنوع من الحسجة، والخداع والتضليل، وينم عن أنانية ونرجسية، وإندساس في الذات، ويبتعد عن المبدأ والرسالة والدور الذي عليه أن يؤديه، لصناعة المسيرة الصاعدة نحو الحياة وفضاءاتها المطلقة العطاء.
إن الأمم والشعوب لن تكون بالرمزيات والتعبيرات المبهمة الغامضة، والصور الخيالية المتصورة، إنها تكون بالإبداع المباشر الصريح الدافق بمفردات التوثب الحضاري العزوم .
فهل غيّرنا الإبداع الغامض المدثر بالرموز؟!
لا بد من وقفة صريحة ومواجهة جريئة لصناعة الحاضر المعاصر والمستقبل الزاهر.
و"نشر سوادٍ في بياضٍ كما...ذر فتيت المسك في الورد"!!
***
د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم