أقلام حرة
صادق السامرائي: الثورات تكشف العورات!!
الثورة حركة تهدف للتغيير نحو الأفضل، أي أن الشعب ينتفض ضد وضع قائم لتأسيس وضع أحسن منه، ولن تستوفي الثورة معانيها إن لم يكن زمنها أفضل من الزمن السابق لها.
وفي الثورات تنكشف عورات الشعوب والمجتمعات!!
فلكل ثورة عوراتها، وحجم العورات يتناسب طرديا مع الويلات التي يعيشها المجتمع بعد أن ثار وأزال النظام الحاكم وألغاه.
في مجتمعنا العورة الكبرى التي تكررت هو سفك الدماء، حتى توهمت الأجيال بأن تغيير نظام الحكم لا بد أن يقترن بالقتل والإعتقالات والتعذيب والإمتهانات.
فيوم الرابع عشر من تموز عام ألف وتسعمائة وثمان وخمسين، قدم قدوة سيئة، مضت على هديها أنظمة الحكم اللاحقة، فصارت الإعدامات والتعذيب من شروط وعناصر الإنقلابات التي تسمى دوما بالثورات، وهي تفاعلات عدوانية عمياء، فشلت في بناء نظام حكم دستوري يحافظ على البلاد في دولة، والعباد في مجتمع تحكمه أواصر المواطنة وحقوق الإنسان.
ولا يزال مجتمعنا يتعثر بذات الحجارة ولا يستطيع إقالتها عن الطريق، ويعيش نتائج ذلك اليوم العصيب، المتجذر في أعماق الوعي الجمعي، ولا يمكن تخيل مطالبة بحقوق أو تظاهرة دون سفك دماء وقتل وإعتقال وترهيب وتهديد، فما أرخص البشر، وقتله أيسر من قتل الحشر.
فلماذا العقول معطلة، والكفاءات مغيبة، والتبعية مبجلة، والخيانة وطنية، والمطالب بحقه معارض معادي للوطن، لمصلحة مَن ما جرى ويجري، فهل إستفاد الشعب من الإنقلابات، وهل أسست الجمهوريات أنظمة لبناء دولة معاصرة؟!!
أين السيادة، وكيف يمكن فهم ما آلت إليه أحوال مجتمعاتنا؟
تساؤلات في غياهب اللا أدري!!
***
د. صادق السامرائي