أقلام حرة
صادق السامرائي: البشر والخطر!!
كلما زاد البشر تنامى الخطر، تلك معادلة محكومة بإرادة الدوران، ودستور الأكوان، القاضي بالموازنة بين ما في الوعاء الدوّار وقدراتها على الإستيعاب والبقاء.
الأرض ثلاثة أرباعها ماء، وربعها يابسة تصطخب فيها النيران، التي تسعّرها المخلوقات الساعية لسفك الدماء وحشو التراب بالأبدان.
فما يجري على ظهر كوكبنا ترجمة عملية للمعادلة الأزلية، والتي بموجبها سيتحتم على المخلوقات تحقيق الإبادة الذاتية، وتدمير الوعاء الذي تتوطنه، وتحويله إلى رمضاء يشتعل فيها الماء.
الأدلة والبراهين تخبرنا بوجود حياة في مجموعات شمسية أخرى، والعديد منها إنتهت بطاقة تدميرية تنامت في ربوعها، وأوجدتها المخلوقات التي توطنتها، ولن تشذ عن ذلك أرضنا التي صارت قاب قوسين أو أدنى من التحول إلى يباب مهجور.
فهل ستحترق الأرض بأسرها وتتحول إلى عصف مأكول، كما تحترق أية مدينة ذات عمران وجمال وأفول؟
"نار حامية"
"وإذا البحار سجّرت"!!
كل شيئ فوق التراب قابل للإحتراق، فالنار شرهة وتأكل ما تناله وتداهمه، فوجودنا على شفا حفرة من نار الهاوية.
البشر يتكاثر وأمواجه تتزاحم في نهر الحياة الصاخب الوثاب، بتياره العارم الصبّاب، فالكل سواء وإن إختلفت المظاهر والألقاب.
التراب أمير المساواة، والسيد المهاب، فلن تفلت الدنيا من قبضة الدوران، ولسوف تعلمون، علم اليقين، بأن البشر مغفل حزين!!
***
د. صادق السامرائي