أقلام حرة
صادق السامرائي: تبريرات جائرة!!
كثيرا ما تتداول النخب والأقلام، القول بأن ما بين العراق وسوريا، صراع متواصل منذ زمن المناذرة والغساسنة، والأمر ليس بجديد، ويربطونها بما حصل بين دمشق والكوفة، وبين نظامي الحكم في البلدين منذ سبعينيات القرن العشرين.
والعجيب أنهم يريدون القول بأنها تحصيل حاصل، فلا غرابة ولا تفاعلات تدعو لغير ذلك!!
هذه نمطية تفكير عاصفة في أرجاء عقولنا، ويشترك بها معظم المفكرين والباحثين والنخب والكتّاب، وفي جوهرها إنحراف في التفكير ومجانبة للواقع وطمس للحقائق.
فهل يصح ما ندّعيه على الدول الأوربية، التي أمضت قرونا متواصلة في حروب دامية شرسة، وبعد الحرب العالمية الثانية، وجدت نفسها أمام خيار التفاعل الإيجابي والإتحاد، فعاشت عقودها بأمن وسلام ورفاهية وتقدم وإبداع.
لماذا غيرنا يتجاوزون ونحن نتخندق أو نتأسن في مواضعنا؟
ما يدور في واقعنا إجترار لما سبق، وإندساس فيما غبر، ولا قدرة لدينا لمواجهة تحديات الحاضر والنظر البعيد للمستقبل، فمفردات تفكيرنا وتصوراتنا محشوة بالماضيات.
ولهذا نلغي المسافة الزمنية بين الماضي والحاضر، ونقفز بإنتحارية مروعة إلى ما حصل في سالف الأزمان، ونريد إحياؤه والعمل بموجب منطلقاته ورؤاه.
وبسبب ذلك لن يحصل تقدم أصيل، ولن يكون للمفكرين والمثقفين القدرة على صناعة تيار معرفي حضاري متوثب إلى حيث التطلعات المعاصرة.
المطلوب تغيير آليات ومفردات التفكير، لكي نعاصر ونطلق جوهرنا الحضاري البهيج!!
***
د. صادق السامرائي