أقلام حرة
جودت العاني: المأزق..
هو حالة قد تواجه الفرد او المجموعة او الدولة، الأمر الذي يضع الانسان او الدولة امام معضلة المأزق اذا ما كان صعباً أو وخيما وجد فيه الفرد او الدولة نفسها امام حالة من الصعب اجتيازها وكلفها باهظة وتداعياتها خطيرة وتردداتها من الصعب احتوائها.. فما هو المأزق وكيف يعالجه الانسان او الدولة؟
وقبل الذهاب لمعرفة المأزق يتوجب معرفة كيف اكتشف الانسان او الدولة انها ساقطة في مأزق او تواجه مأزقاً عسيراً؟
فالمأزق ليس شكلا واحدا وليس له بعد واحد ومدخلاته ومخرجاته لم تكن واحدة تنطبق عليها صفات وشروط مواجهة الحلول ما إذا كانت جذرية أو مؤقتة سطحية ام عميقة مقبولة من لدن الجميع او مفصلة على نفر قليل من البشر او الدول.
والمأزق قد يكون نفسيا او شخصيا او عائليا او اجتماعيا او إقليميا أو دوليا.. وقد يكون سياسيا او اقتصاديا او امنيا او عسكريا.. وقد يكون مناخيا او بيئيا كارثياً.. والتنوع في توصيفات المأزق ليس المقصود الخوض فيها إنما الأخذ بالجانب السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي نظراً لتداخل هذه التوصيفات مع بعضها بشكل يدعو الى الترابط بينها والتحليل على قاعدة وضع الحلول الممكنة بعد تفكيك عناصر المأزق والتعرف على مضامينه وتشخيصه بصورة دقيقة:
- تجاهل الواقع، وترجيح أيديلوجيا الدين على استراتيجية الدولة... هو في حقيقته مأزق.
- إقحام الدين بالدولة، وإقحام الدولة بالدين... هو في حقيقته مأزق.
- تجاهل الهوية القومية وترجيح الهوية الدينية... هو في حقيقته مأزق.
- ترجيح قومية على قومية أو ترجيح دين على دين... هو في حقيقته مأزق.
- تفضيل الثانوي من الأشياء على الرئيسي... هو في حقيقته مأزق.
- انعدام التخطيط المركزي على مستوى الزراعة والصناعة وتكنولوجيا الغذاء والدواء والبيئة... هو في حقيقته مأزق.
- انعدام التخطيط على المستوى التربوى – المدارس الابتدائية والاعدادية والكليات والمعاهد المهنية... هي في حقيقتها مأزق.
- انعدام التخطيط على مستوى العلاقات الخارجية والعربية والاقليمية والدولية... هي في حقيقتها مأزق.
والمأزق ليس فقط ينحصر بحكومة ما، إنما يتعدى ذلك إلى شعبها ودولتها.. فإن تلافي السقوط في المأزق يتوجب التخطيط لكي تتم الولادة الطبيعية، دونما حاجة إلى جراحة قيصرية قد تؤدي إلى العوق أو الاجهاض.
***
د. جودت صالح
29/12/2024