أقلام حرة

صادق السامرائي: عالمنا يتجدد!!

في نهر الحياة الجاري، وسلطة الدوران، وما يمليه تعاقب الليل والنهار، لآيات واضحات وأدلة بينات، على أن التجديد هو المعبر الأصدق عن إرادة الحياة.
التجديد يشمل كافة النشاطات والإبداعات، ولكل جيل دوره في مسيرة التغييرات المفروضة على الموجودات.
الكتابة بأنواعها تتجدد.
والشعر أبو اللغة يتجدد، ولكن كيف يكون ذلك؟
فالشعر العربي له تأريخ طويل ومعايير ثابتة، وأساليب وألفاظ متبدلة تدل على عصره.
ولهذا يكون الفرق واضحا بين الشعر الأموي والعباسي والأندلسي، وشعر القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين.
وللشعر ثوابت تدل على أنه شعر، وتشير إلى لغته وما فيها من ضوابط وإلتزامات، فأسلوب تأليف الجمل وتراكيبها وتفاعل العبارة مع الفكرة وما يشير إليها، وبهذا يمكن وعي الجمال وتذوق روعة التعبير باللغة.
أي أن اللغة فيها مشتركات تدل عليها وتؤكدها وتدعيها متحدية عوامل التعرية والإنقراض.
وهناك ما يتوافق مع سلطة الدوران التي تحكم الموجودات بالتغيير لكي تبقى وتعاصر وتتواكب مع مكانها وزمانها، لأن الشعر مرآة بيئته الذاتية والموضوعية، وحتى الشاعر يجد ما كتبه قبل سنوات غير ما يكتبه الآن، أي أنه يتجدد في قدراته الشعرية، وتتحسن ألفاظه ومفرداته وتتواصل مع الواقع الذي هو فيه، لأن الشعر خطاب ولا بد له أن يكون مفهوما من قبل المخاطب به، لا أن يكون مصدر إزعاج وتنفير وتشويش.
ومسيرة الشعر العربي فيها العديد من الثورات التجديدية، وستبقى روح التجديد سارية فيه.
ومن أهمها إختيار الألفاظ المتناسبة مع العصر، والمعبرة عن عناصره بوضوح، والتفاعل مع الأغراض المتوافدة إليه،
فأغراض الشعر تتجدد وألفاظه كذلك، ولا يصح المساس بكينونته وعلاماته الفارقة، التي تميزه عن صنوف الإبداع الأخرى.
ويمكن مقارنة تجديد الشعر بتجديد الموسيقى.
فللشعر ألفاظ رشيقة تناسب عصره!!
***
د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم