أقلام حرة

صادق السامرائي: الإيمان والهذيان!!

قالوا له ستقتحم ديارنا الدبابات، فقال لهم: نرميها بحفنة تراب!!

وأصيب الآلاف وسمعنا مَن ينادي: لا تخافوا ولا ترتعبوا سننتصر عليهم!!

ترى هل يكفي الإيمان لمواجهة الإقتدار التكنولوجي، والتطورات البرمجية الإليكترونية، وجحافل الطوابير الإنترنيتية؟

نحن في عصر مادي بحت، تسيطر على إيقاعات مسيراته، الثورات الإبتكارية في عوالم خفية، لا تدركها عقول المجتمعات التي لا تزال تطارد خيوط  دخان، وتريد نفخ الروح في أفكار وتصورات الذين تحولوا إلى رميم منذ قرون وقرون.

الحياة معاصَرة ولا يمكنها أن تكون ماضوية، فدوران الأرض يقضي بولادة الجديد، ويأبى إعادة الماضيات، فذلك مخالف لطبائع الأمور.

فالماضي المستحضر بإنفعالية كالركام الذي يدثر عناصر الحياة ويمنعها من التفاعل السليم.

فلماذا تجدنا عندما تداهمنا النكبات، نسير إلى الوراء، ونتعلل بالإيمان، وما عرفناه بسلوكنا، ولا عبرنا عنه في تفاعلاتنا البينية، فما أسرعنا للنيل من بعضنا، وتأمين إيماننا بقتل الذي يخالفنا بأي شيئ.

الإيمان عمل، وأعمالنا لا تعبر عن إيماننا، فكيف نلجأ إلى حالة غير موجودة عندنا؟

الإيمان الموهوم لا ينفع، ومن الواجب أن يكون إيمان بالذات والموضوع، ومبشرا بعطاءات أصيلة على كافة المستويات.

إيمان العقل هو المنصور، وإيمان العواطف والقلوب هو المهزوم والمأزوم؟

فأين عقولنا المؤمنة؟

ولماذا نبقى نتراقص على هامش الحياة، كالطير المذبوح من الألم؟!!

و"لا يكفي أن نؤمن، بل علينا أن نمارس إيماننا"!!

فعلينا بالجد والإجتهاد والتوثب إلى صدق العمل!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم