أقلام حرة

صادق السامرائي: العدل عدونا والظلم قائدنا!!

عندما يغيب العدل يعم الإضطراب، فالحياة الخالية من العدالة الإجتماعية بأنواعها، تتحول إلى مأساة سقرية، وغاب يأكل القوي فيه الضعيف.

فلكي تقيّم وضع أي مجتمع، عليك أن تبحث عن مواطن العدل فيه.

مجتمعاتنا تستلطف الظلم وترى في العدل ضعفا، ولهذا فأنها تؤهل الظالمين ليكونوا في سدة الحكم، ومنذ تأسيس دولنا والظالمون قادتنا، وبسببهم تحولت دولنا إلى أقبية قهر وهوان، وتنامت فيها القوى الطاردة للأذكياء، والراعية للأغبياء، وأضحى التجهيل عماد الحكم.

العدالة مطلب أزلي كلما إقتربت منها المجتمعات تكون في أحسن أحوالها، وإذا إبتعدت عنها يعمها الفساد والجور الأليم.

والأمة لم تحقق كينونتها السامية وتعبر عن جوهرها الحضاري السامق، إلا حينما كان العدل قائدها والمعبر الأصدق عن رسالتها.

والعدل قتل عددا من قادتها منذ خطوها في ربوع الدولة والسيادة، وبسطها النفوذ على بقاع الدنيا الشاسعة.

فالعدل قتل عُمَرين، ومن أقوالهم ، وهذا لعمر بن الخطاب: " إجعلوا الناس عندكم في الحق سواء"، وعندما طلبوا من عمر بن عبد العزيز تقويم التمرد بالسوط قال: "كذبتم فإنه يقومها العدل والحق"!!

وفي القرآن: " وإذا حكمت فاحكم بينهم بالقِسط (عدل)، إن الله يحب المقسطين"

ومن الواضح " لن تكون عادلا ما لم تكن إنسانا"

وقالت العرب: "العدل أساس الملك"، و"عدل قائم، خير من عطاء دائم"

فهل لدينا أنظمة حكم عادلة؟

ولماذا صار العدل ضعفا، والجور قوةً، والبشر  "نار وقطن"؟!!

فلن يستقيم نظام حكم عندما يغيب العدل، ويحضر الظلم والإمتهان، وجبروت السلطان!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم