أقلام حرة

جودت العاني: إختيار الأقل سوءاً!!

إذا خير الناس بين سيئين، اختاروا الأقل سوءاً إذا كان الأمر ضروراياً في معنى المصالح العليا وليس المصالح الفردية.

" كابالا هاريس" ودونالد ترامب" هما في موضع الاختيار، فأيهما الأقل سوءاً في خضم معمعات الاعلام والسياسة ومنصات التواصل في الداخل الامريكي وخارجه؟ هل سيكون في صيغة مقارنات جامدة أو مفاضلات فارغة أم أن الحديث سيتم في صلب الأقل سوءاً وليس ذلك مدعاة للتحيز.

(ترامب) لديه تجربة رئاسية، لسنا بصدد تقييمها، و(كابالا هاريس) لا تملك أية تجربة في القيادة. و(ترامب) رجل اقتصاد معروف في تعاملاته العالمية من خلال المصارف والبنوك والبورصات ولديه معرفة بشؤون الاقتصاد الامريكي والاقتصاد الخارجي، فيما تجهل (كابالا) هذا الملف المهم والخطير كلياً وإدارة الإقتصاد تحتاج الى خبرة واسعة وممارسة ميدانية يتعذر على هاريس إكتسابها.

(هاريس) مختصة في المرافعات القضائية والدعاوى والمحاكم، وهذا الحقل بعيد جداً عن السياسة والاقتصاد وإدارتهما الإستراتيجية.

(ترمب) تحالفاته لا تقارن بتحالفات (هاريس) التي التحمت بكيان (أوباما) ووزير خارجيته (جون كيري) اللذان يرتبطان بإيران، وهما معاً ورطا السياسة الخارجية الامريكية في تحالفات لا تخدم المصلحة العليا للشعب الأمريكي. و(هاريس) تسعى، إذا ما فازت بالإنتخابات الرئاسية، إلى عودة منهج (باراك أوباما) لإحياء عهوده وبرامجه التي وضعت المنطقة على شفير الحرب والإضطرابات الأمنية وإستنزاف الموارد. ولا يخالجها أدنى شك في وضع المنطقة العربية بين حفرتين حفرة (التطبيع) وحفرة (الترهيب)، ولا شك في ان ما بين الحفرتين قنوات واتفاقات.

المنطقة العربية، وخاصة المشرق والخليج العربي، اكثر تأثراً بالحفرتين وخيارات التعامل معهما في ظروف الترغيب والترهيب.. هاتان الحفرتان سياساتهما موجهتان، وفي إطارهما يتم اللعب الدولي الأمريكي والأوربي وغيرهما فضلاً عن جر الصين أو التصدي لزحفها التجاري والمساومة على القواسم المشتركه.

(ترمب) يلعب في الاقتصاد ويتعامل بالسياسات التي تحقق لبلاده المنفعة. و(هاريس) تلعب مع منهج غيرها ولا تملك ما يميزها فهي بالتالي تابع لباراك أوباما.. والتابع لا يعرف سوى التنفيذ اما الرأس فهو يعرف كيف يخطط للمنطقة ويمزق أوصالها عن طريق التحالف مع اعدائها التاريخيين.. فمن هو الأقل سوءاً..؟!

***

د. جودت صالح

12 / ايلول 2024

في المثقف اليوم