أقلام حرة

صادق السامرائي: النسيان عنوان!!

النسيان ظاهرة تعصف بأرجاء مجتمعات الأمة، وتتفاوت نسبته بين دولة وأخرى، وأكثرها نسيانا، مجتمعات بلاد الرافدين، التي تذل رموزها، وتنتقم من قادتها، وتهدم ولا تبني، ولاحقها يمحق ما شيده سابقها، فما فيها مرتبط بالكرسي، فهو الميزان الذي بموجبه يكون تقيم الأشياء وردها إلى أصلها.

فلا قيمة لأي شيئ، وكلها نابعة من سلوكيات "ذهب مع الريح"!!

يسألني صديق : لماذا لا نذّكر برموزنا المعرفية، وقادة مسيراتنا، بعكس ما يحصل في بلادٍ أخرى؟

لا أعرف الجواب، لكنها من طبائعنا، أننا لا نتباهى ببعضنا، ونحسب القوة في القضاء على منافسينا، لا التنافس معهم للإتيان بالأفضل، وقائد تصرفاتنا " فحل التوت في البستان هيبة"، وهذا يحتم القضاء على كل مماثل أو لديه القدرة على أن يكون أفضل.

سلوك ينخر وجودنا من أعلاه إلى أسفله، وما وجدنا تفاعلا جماعيا بين العقول، أو بين أصحاب الكراسي، فالجميع يردد " وما إجتمعت بأذوادٍ فحول"!!

ولا فرق  بين ما تقوم به ذكور الحيوانات في الغاب، وما يجري في مرابع بعض المجتمعات، التي تدفعها  غرائز ورغبات مطمورة يتم تغليفها بما يساهم بتسويقها وتأمين تنفيذها بغرائبية غير مسبوقة.

تساءلت عن العديد من المثقفين والعلماء والمجديدين، وما وجدت إلا القليل النادر منهم مَن إستطعنا أن نحافط عليه في ذاكرة الأجيال.

ويبقى السؤال الصعب: لماذا نهمل بعضنا؟

والجواب كمطاردة السراب!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم