أقلام حرة

صادق السامرائي: يَتمَهْزأون!!

الهزء: مصدر هزأ وهزئ، يعني السخرية والإستخفاف والتهكم

العديد من الذين حسبناهم رموزا ثقافية وأعلاما معرفية، يتخندقون في فترات إبتدائهم، ويحسبون أنفسهم من الجيل الفلاني والعلاني، ويمتازون بأنانية ونرجسية فاقعة، وما يقدمونه للأجيال المعاصرة، يتصف بالإستخفاف والسخرية وتقليل القيمة، ونعتهم بأقبح الأوصاف، ويحسبون أنفسهم في مقامات علوية، ومَن جاء بعدهم في أسفل سافلين.

هذه ظاهرة متوطنة في بلادنا التي ما وجدنا فيها مَن شد على أيادي الواعدين وسار بهم في طريق صاعد مبين، بل يستخفون وينتقصون، ويرون بذلك يحافظون على وجودهم وتصومعهم المنيف، وهم  في تجاهلهم وغيهم يعمهون.

هل وجدتم مَن إستطاع أن يستثمر الطاقات الشبابية الواعدة؟

هل قرأتم نقدا بناءً يعين على التطور والبناء؟

رموز الثقافة والمعارف بأنواعها في مجتمعات الجوار القريبة والبعيدة، تقوم بدورها الوطني المساهم في التعبير عن تكاتف الأجيال وتفاعلها الإيجابي، الداعم للقوة والقدرة على المعاصرة والإنطلاق في رحاب العالم الفسيح.

وعندنا التهافت على النيل من بعضنا على أشده، والتحبيط والتثبيط ما يجيده الرعيل الذي عليه أن يكون قائدا وقدوة، وذخرا للأجيال الصاعدة، لا أن يعوّقها ويشيّد العثرات والمصدات أمامها.

من المحزن أن يطرح الرعيل المعرفي في مجتمعنا نفسه، على أنه ضد مَن لا يتفق ورؤاه المعتقة في بودقة زمانه الغابر، وكأنه لا يرى بأن الأرض تدور، والتغيير قانون حتمي، ولابد من التجدد والتفاعل الإيجابي مع الطاقات الوافدة إلى مسرح الحياة.

وبموجب عاهة الهزء الصريح، فالواقع الثقافي سيتأسن، ولن يتعافي من آفات التداعيات والإنحدارات الإنكسارية الشنعاء.

فهل لدينا قدوات ثقافية ذات قيمة حضارية؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم